للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل السابع

أكبر العظيم (١)

تيمورلنك، بابور - هميون، أكبر، حكومته - شخصيته -

رعايته للفنون - تحمسه للفلسفة - حسن علاقته بالهندوسية

والمسيحية - ديانته الجديدة - أكبر في أخريات أيامه

إن من طبيعة الحكومات أن يصيبها الانحلال، لأن القوة- كما قال شلي- تسمم كل يد تمسها (٨٢) فقد أدي إسراف سلاطين دلهي إلى فقدانهم تأييد الهنود لهم، بل فقدانهم تأييد أتباعهم من المسلمين كذلك؛ حتى إذا ما أغارت على البلاد جيوش مغيرة جديدة من الشمال، مني هؤلاء السلاطين بالهزيمة بغير عناء كما كانوا هم أنفسهم قد كسبوا الهند بغير عناء.

وأول من انتصر عليهم في ذلك هو "تيمورلنك" الذي كان قد اعتنق الإسلام ليتخذ منه سلاحاً ماضياً، كما قد أعد لنفسه قائمة أنساب ترده إلى "جنكيز خان" لكي يعينه ذلك على كسب طائفة المغول إلى جانبه؛ فلما أن فرغ من استيلائه على عرش سمرقند، ولم يزل يحس الرغبة في مزيد من الذهب، أشرقت عليه فكرة مؤداها أن الهند لم تزل حينئذ مليئة بالكفار، لكن قواده كانوا يعلمون بسالة المسلمين، فلم يذهبوا معه في الرأي، موضحين له أن الكفار الذين يمكن الوصول إليهم من سمرقند، كانوا بالفعل تحت الحكم الإسلامي، ثم أفتى له الفقهاء العلماء بالقرآن بآية تبعث الحماسة في الصدور وهي: "يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم" (٨٣) فما هو إلا أن عبر تيمور نهر السند (١٣٩٨ م) وقتل أو استعبد كل من وقعت عليهم يداه من السكان فلم يستطيعوا الفرار منه، وهزم جيوش السلطان محمود طغلق


(١) في الوقت الذي اشتط فيه المؤلف بتجنيه على المسلمين- فيما تقدم- بغير سند أو حجة، نراه هنا- وهو في معرض الحديث عن "سلاطين دلهي" يقصر تقصيراً معيباًً في بيان آثارهم الإصلاحية، ويكتفي بالإشارة العابرة إليهم وإلى أتباعهم، دون أن يسعف القارئ بكلمة عن هؤلاء السلاطين وكيف قاموا، وعن هؤلاء المسلمين وكيف ظهروا!!! (الإدارة الثقافية)