وفضلا عن أئمة الفنانين الأربعة الذين هيمنوا على التصوير الأسباني في هذا العصر كان هناك كثير غيرهم أقل نبوغاً، كألونسو سانتشيت كوثيللو الذي رسم بالأسلوب الفلمنكي لوحات لابن فليب الثاني الصغير دون كارلوس وابنته إيزابل، وتلميذ كوئيللو خوان بانتوخا دلا كروث، الذي ترك لنا صورة قاتمة لفليب الثاني (٤)، وأخرى قوية للقديس أوغسطين، وفرانسسكودي ريبالتا الذي يظهر أسلوبه "القاتم" أسلوب الضوء تحيط به الظلمة، وفي لوحة "القديس فرنسيس يعزيه ملاك"، وفرانسسكو باتشيكو الذي علم فيلاسكويز، وزوجه إبنته، وشرح مبادئ التصوير الأسباني في كتابه "فن التصوير"(١٥٤٩)، كتب يقول "إن أكبر هدف للفن أن يعزي الناس بالتقوى ويعطف قلوبهم نحو الله (٥) " لأنها "تخطيطات تحضيرية (٦) " فلننظر الآن في هذا الحكم.
[٢ - إلجريكو]
١٥٤٨؟ - ١٦١٤
كان في كريت مسقط رأسه يسمي نفسه كرياكوس ثيوتوكوبولس- أي الابن الإلهي للرب، وفي إيطاليا سمي دومنيكو تيوكوبولو؛ وفي أسبانيا دومنجو تيوتوكوبولي، وكان يوقع بالحروف اليونانية دومنيكوس تيوتوكوبولس، واختزل الزمن اسمه إلى الجريكو، وهو الكنية التي اشتهر بها في اسبانيا. ولا نعرف شيئاً عن حياته في كريت. ولعل أجداده هاجروا إليها من القسطنطينية بعد ان فتح المسلمون هذه المدينة اليونانية (١٤٥٣)؛ على أية حال كان يستطيع في كريت، كما استطاع في البندقية بعد ذلك، أن يشعر بتأثير الفسيفساء البيزنطية الصارم. وكانت كريت في حياته ملكاً للبندقية، لا عجب إذن أن يستقل الفنان الصغير السفينة إلى مدينة البحيرات، تجيش في صدره الآمال بعد ما سمع عن بلوغ التصوير أوجه فيها، وأغلب الظن أنه انضم إلى الجالية اليونانية الكبيرة في تلك العاصمة العالمية.