ودرس على يد تتسيانو عامين أو اكثر، وأعجب بفن تنتوريتو في جمعه الوجوه في صور مزحومة، وربما سرى إليه فيرونيزي بالثياب الفاخرة البهية. وقد نسخ الصور الشهيرة بتواضع صابر في البندقية وريدجواميليا، وبارما، وفلورنسة، ووصل إلى روما عقب وفاة ميكل أنجيلو (١٥٦٤).
وأول ذكر محدد لدينا عنه ورد في خطاب كتبه جوليو كلوفيو إلى الكردينال أليساندرو فارنيزي في ١٦ نوفمبر ١٥٧٠ يقول فيه:
"وفد على روما شاب من كانديا، تلميذ لتتسيانو، ومصور ذو موهبة نادرة في ظني … وقد رسم لنفسه صورة أطرها كل المصورين في روما. وبودي لو شملتموه سيادتكم بالرعاية، دون أي اسهام في رزقه سوى اعطاءه حجرة في قصر فارنيزي"(٧).
وقبل الكردينال، وكافأ إلجريكو كلوفيو بلوحة رائعة (٨). وحين كثر اللغط حول العرايا في لوحة ميكل أنجلو "الدينونة الأخيرة" عرض دومنيكو أن يرسم بدلا منها- إذا رفعت- لوحة أخرى لا تقل عنها إتقانا وتمتاز بتغطية الأجسام على نحو أفضل (٩)، فسقط في أعين فناني روما. وأخبره بعض الأحبار الأسبان في روما أن فليب الثاني يبحث عن مصورين لتزيين الاسكوريال. فرحل إلى أسبانيا عام ١٥٧٢ بعد ان نفض عن قدميه غبار روما، ولكنه استبقى على فرشاته بعض انحرافات "اللازمية" الإيطالية.
وليس لدينا بعد ذلك عنه ذكر حتى عام ١٥٧٥، حين نجده يصمم ويزين كنيسة "سانتو دومنجو الأنتيجيو" في طليطلة، العاصمة الدينية لأسبانيا. فرسم لمذبحها لوحة "صعود العذراء" الفخمة التي تحتل اليوم مكانا بارزاً في معهد الفن بشيكاغو- وهي تحذو في نواح منها حذو لوحة تتسيانو "الصعود" بالفراري في البندقية، وتلتزم الأجساد الفتية المفعمة شباباً والرؤوس الهرمة الجليلة التي درج عليها الأسلوب الإيطالي في