في أكتوبر ١٧٥٨ اشترى فولتير ضيعة قديمة في فرنيه، في مقاطعة جكس، الواقعة على حدود سويسرا، ولم يلبث أن أضاف إليها أقطاعة تورنيه التي اشتراها لمدى الحياة، وبهذا أصبح الآن من الناحية القانونية سيداً إقطاعياً، وراح يوقع باسم "الكونت دتورنيه" في الشؤون القانونية، وأبرز شعار نبالته على مدخل بيته وغلى آنيته الفضية" (١).
كان قد سكن فيلا دليس بجنيف منذ ١٧٥٥، ولعب دور المليونير الفيلسوف المضياف في لذة وفي استحسان من الناس، ولكن المقال الوارد في موسوعة دالامبير عن جنيف، الذي أماط اللثام عن الهرطقات السرية التي يدين بها قساوستها، عرض فولتير للاتهام بأنه وشى بهم لصديقه، فلم يعد شخصاً مرغوباً فيه على أرض سويسرا، وراح يلتمس من حوله مسكناً آخر. وكانت فرنيه تقع في فرنسا، ولكنها لا تبعد عن جنيف أكثر من ثلاثة أميال، هنالك يستطيع أن يخرج لسانه للقادة الكلفنيين، ولو جدد القادة الكاثوليك في باريس-على ٢٥٠ميلاً-حملتهم لاعتقاله، لاستطاع في ظرف ساعة أن يعبر الحدود، وخلال ذلك (١٧٥٨ - ١٧٧٠) كان صديقه الدوق دشوازيل يرأس الوزارة الفرنسية واشترى فرنيه باسم ابنة أخته مدام دنيس، ربما اتقاء المصادرة إذا غيرت ريح السياسة اتجاهها، لم يشترط عليها إلا أن تعترف بع سيداً على الضيعة طوال حياته. وظلت فيللا دليس حتى علم ١٧٦٤