للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسكنه الرئيسي، وراح يعدل قس بيته بفرنيه على مهل، وأخيراً انتقل إليه في ذلك العام.

وكان البيت الفخم الجديد من الحجر، ومن تصميم فولتير إلى حد كبير، وبه أربع عشرة حجرة نوم. كتب يقول "إنه ليس قصراً، ولكنه بيت ريفي فسيح، تلحق به أرض تنتج الكثير من الدريس، والقمح، والتبن، والشوفان. ولدي بلوطات في استقامة أشجار الصنوبر تلمس رؤوسها السماء. " (٢) وأضافت تورنيه إلى أملاكه هذه قصراً ريفياً قديماً، ومزرعة، ومخزناً للغلال، ومرابط، وحقولاً، وغابات، وضمت مرابطه في جملتها الخيول، والثيران، وخمسين بقرة، ووسعت مخازنه كل حاصلات أرضه وبقي فيها مكان لمعاصر النبيذ، وحيشان الدواجن، وحظيرة للغنم، وامتلأت المزرعة بطنين أربعمائة خلية نحل، وجادت الأشجار بأخشاب تدفئ عظام السيد الإقطاعي من رياح الشتاء. واشترى وغرس الشجيرات، وزرع شجيرات أكثر من نباتات صغيرة رباها في مستنبتاته. ومد الحدائق والأفنية حول بيته حتى بلغ محيطها ثلاثة أميال؛ وكانت تحوي أشجار الفاكهة، والكروم، وأنواعاً كثيرو من الأزهار. هذه الأبنية، والنباتات، والحقول، والنظار الثلاثون القائمون عليها-كل أولئك كان يشرف عليه بشخصه. هنا أيضاً رضي رضى أنساه أن يموت، شأنه حين دخلا فيلا دليس. فكتب إلى مدام دوفان يقول "أني مدين بحياتي وصحتي للطريق الذي سلكته. ولو جرؤت لاعتقدت أنني حكيم، لأنني سعيد جداً. " (٣)

وتسلطت مدام دنيس على الخدم والأضياف الثلاثين أو أكثر الذين عاشوا في القصر الريفي متفاوتة الإنصاف. وكانت طيبة القلب، ولكنها حادة الطبع، تحب المال أكثر قليلاً لحبها ما عداه .... رمت خالها بالبخل، ولكنه نفى التهمة؛ على أي حال "نقل إليها شيئاً فشيئاً، الجانب الأكبر من ثروته. " (٤) وكان قد أحبها طفلة، ثم امرأة، وطاب له الآن أن يتخذها قهرمانة له. وكانت تمثل في المسرحيات التي يخرجها، وأجادت التمثيل حتى كان يقارنها بكليرون. وأدار هذا المديح رأسها، فعكفت على كتابة المسرحيات ولقي فولتير عنتاً في ثنيها عن عرضها على الناس. ثم أضجرتها حياة الريف