للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني

[إنجلترا المرحة]

١٥٥٨ - ١٦٠٣

[١ - في العمل]

أي نوع كانت إنجلترا تلك التي أمدت إليزابث بالقوة وهيأت لها النصر، ووهبت شكسبير اللغة والإلهام؟ وأي صنف من الناس كان هؤلاء الإنجليز في عصر إليزابث، أولئك المغامرون في تهور، الصرحاء الممتلئون حيوية ونشاطاً؟ كيف عاشوا وعملوا ولبسوا وفكروا، وأحبوا وشادوا وغنوا؟

في ١٥٨١ بلغ عدد السكان نحو خمسة ملايين، معظمهم مزارعون، ومعظم هؤلاء يفلحون الأرض لمصلحة المالك نظير جزء من المحصول، وبعضهم يستأجر الأرض مقابل إيجار محدد يدفعه، وكان ثمة عدد متزايد من صغار المزارعين الأحرار الذين يمتلكون الأرض ملكية مطلقة، وبقيت مساحات من الأرض على المشاع حيث ثبت أن أرض المراعي تدر ربحاً أكثر من الأرض المحروثة، وكاد الرقيق أن ينقرض، ولكن طرد المستأجرين عن طريق المساحات المشتركة المسورة وعن طريق الضم كان يخلق طبقة بائسة من العمال الذين غامروا ببيع عضلاتهم من مزرعة إلى مزرعة، ومن حانوت إلى حانوت في المدن الآخذة في التوسع (التنقل من أجل الحصول على عمل نظير أجر).

وباستثناء العاصمة، كانت المدن لا تزال صغيرة، على أية حال، وزاد عدد السكان قليلاً عن عشرين ألفاً في كل من نوروك Norwich وبرستول، وهما أكبر مدينتين بعد لندن. وكان لهذه المسألة جانبها المشرق: ذلك أن سكان المدن كانوا متوادين متحابين ينعمون بحسن الجوار. وحتى في لندن نفسها، كان لمعظم البيوت