كل الكنائس والأديرة، وأزيلت كل المذابح والتماثيل، وأقصي كل القساوسة والرهبان والراهبات. وأصدرت (٧٠) فرانكفورت - الواقعة إلى الماين - قانوناً مماثلاً، وانتشرت موجة الاستيلاء على ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية، وتحريم إقامة الصلوات الكاثوليكية في الولايات التي يسيطر عليها البروتستانت (٧١)، وانتهج البروتستانت فرض رقابة على المطبوعات وكانت قد فرضت فعلاً في مناطق كاثوليكية، وعلى هذا أصدر جون الأمير المختار في ساكسونيا، بناء على طلب لوثر وميلانكتون، (عام ١٥٢٨) منشوراً يحرم نشر أو بيع أو قراءة الأدب الزونجلي أو اللامعمداني، أو التبشير بعقائدهما أو تعليمهما وجاء فيه:"على كل مَن يعلم بحدوث شيء من هذا، أو قيام أي أحد بعمله، سواء أكان أجنبياً أو من المعارف، أن يبلغ إلى … الحكام في هذا المكان لكي يلقى القبض على الآثم ويعاقب في الوقت المناسب … وهؤلاء الذين يعلمون بارتكاب مخالفات لهذا الأمر … ولا يقومون بالإبلاغ عنها، يعاقبون بالإعدام أو مصادرة ممتلكاتهم"(٧٢).
وتبنى البروتستانت سياسة الحرمان من غفران الكنيسة والرقابة أيضاً مقتدين في هذا بالكثالكة. وأعلن حزب أوجسبورج عام ١٥٣٠ حق الكنيسة اللوثرية في حرمان كل عضو يرفض الاعتراف بعقيدة لوثرية أساسية (٧٣) من غفران الكنيسة. وقال لوثر مفسراً:"على الرغم من أن الحرمان من غفران الكنيسة في البابوية قد أسيء استعماله بطريقة مخجلة، وجعل منه البابويون مجرد تعذيب للناس فإننا يجب أن نعاني منه حتى نكفر، ولكن يجب أن نحسن استخدامه كما أمر المسيح"(٧٤).
[٣ - العلماء الإنسانيون والإصلاح الديني]
إن العقيدة المتعصبة للمصلحين الدينيين، وعنف كلامهم وتشيعهم الطائفي واحتقارهم، وتدميرهم للفن الديني، ولاهوتهم القائل بالجبر قضاء وقدراً وعدم اكتراثهم بالتعليم الدنيوي وتأكيدهم المتجدد للشياطين والجحيم،