توفيت بلاسيديا في عام ٤٥٠، وانفرد فلنتنيان بالملك يخبط فيه خبط عشواء، وكان من اوخم أخطائه عاقبة أن استمع إلى نصيحة بترونيوس مكسموس فقتل إيتيوس الذي وقف زحف أتلا عند ترويس كما استمع هونوريوس إلى أولمبيوس فقتل استلكو الذي وقف زحف ألريك عند يولتثيا. ولم يكن لفلنتنيان ولد ذكر ولم يرتح إلى رغبة إيتيوس في أن يزوج ابنه بودوشيا Budocia ابنة فلنتنيان. وانتابت الإمبراطور نوبة جنونية من الغضب فأرسل في طلب إيتيوس، وذبحه بيده (٤٥٤). وقال له رجل من رجال الحاشية:"مولاي، لقد قطعت يمينك بشمالك" ولم تمض على هذا العمل بضعة أشهر حتى استطاع بترونيوس أن يغري رجلين من أتباع إيتيوس بقتل فلنتنيان، ولم يهتم أحد بتعقب القاتلين لأن القتل كان قد اصبح من عهد بعيد البديل الوحيد للانتخاب. واختار بترونيوس نفسه للجلوس على العرش، وأرغم يودكسيا Eudsxia أرملة فلنتنيان على ان تتزوجه؛ كما أرغم بودوشيا على أن تتزوج ابنه بلاديوس. وإذا جاز لنا أن نصدق أقوال بروكبيوس (٤٨)، فإن يودكسيا استعانت بجيسريك، كما استغاثت هونوريا قبل ذلك بأتلا. وكان لدى جيسريك من الأسباب ما يجعله يلبي هذه الاستغاثة: فقد أصبحت روما غنية مرة أخرى على الرغم من انتهاب ألريك لها، ولم يكن الجيش الروماني بالجيش القوي الذي يستطيع الدفاع عن إيطاليا. وأبحر ملك الوندال بأسطول قوي لا يغلب (٤٥٥)، ولم يقف أحد بينه وبين أستيا Ostia وروما إلا بابا أعزل ومعه بعض قساوسة روما. ولم يقو البابا ليو في هذه المرة على