للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الملك اندفع إلى المقدمة، وقت. ولم يسترد شيزاريني شرفه ببذل حياته.

وحاول هانيادي بعد ذلك بأربع سنوات أن يرفع البلاء. فشق طريقه عبر الصرب المعادية له، والتقى بالإتراك في قوصوه في معركة حامية استمرت ثلاثة أيام. واندحر الهنغاريون ولاذ معهم هانيادي بالفرار. واختفى أياما في بطيحة ماء، وبرز، بعد أن أشرف على الموت جوعاً. فعرف الصرب وأسلموه إلى الأتراك. وأطلق سراحه بعد أن وعد بألا يقود جيشاً على أرض الصرب بعد ذلك.

وفي عام ١٤٥٦ حاصر الأتراك بلغراد. وصوب محمد الثاني على القلعة المدفعية الثقيلة التي هدمت أسوار القسطنطينية. ولم يعرف الأوربيين قبل ذلك قصفاً عنيفاً بالقنابل كهذا. وقاد هانيادي الدفاع بحنكة وشجاعة لم يغفلها الشعر الهنغاري قط. وآثر المحاصرون، آخر الأمر خوض المعركة على الموت جوعاً، فاندفعوا من الحصن، وشقوا طريقهم إلى المدفع التركي، وهكذا انتصروا على العدو انتصاراً حاسماً فتخلصت هنغاريا ستين سنة بعد ذلك من أي هجمة إسلامية. وبعد أيام قلائل من هذا الدفاع التاريخي مات هانيادي بالحمى في خيمته. وتمجده هنغاريا باعتباره أعظم رجالها.

[٥ - المد في عنفوانه]

(١٤٥٣ - ٨١)

تابع الأتراك فتح البلقان واستسلمت الصرب آخر الأمر عام ١٤٥٩، وظلت ولاية تركية إلى عام ١٨٠٤. واستولى محمد الثاني على كورنثه بعد أن حاصرها وأثينا دون أن يرفع رمحاً (١٤٥٨) ومنح الفاتح، مثله في ذلك مثل قيصر، الأثينيين شروطاً سهلة احتراماً لأسلافهم وأبدى اهتماماً ينم عن الثقافة بالآثار الكلاسية وحق له أن يبتهج، لأنه لم ينتقم من الصليبيين فحسب وإنما ثأر لوقعة مرثون أيضاً. وقبلت البوسنة، التي