على جلب الرجال والمؤن، لم يكن انتصار إنجلترا إلا مسألة شهور. ففي ١٧٥٩ أحبط وصول المؤن والإمداد البريطانية بحراً الحصار الفرنسي الذي فرضه على مدراس الكونت دلاللي. وهزم الفرنسيون هزيمة فاصلة في وانديووش في ٢٢ يناير ١٧٦٠، وسلمت بوندتشيري للبريطانيين في ١٦ يناير ١٧٦١ وقد ردت هذه المحطة الأمامية، وهي آخر المحطات الفرنسية إلى فرنسا ١٧٦٣ ولكن كان مفهوماً للجميع أن بقاء السيادة للفرنسية رهن برضاء بريطانيا.
وظلت الهند وكندا حتى عصرنا هذا معقلين، في الشرق والغرب، لإمبراطورية بنيت بالمال والشجاعة، والقسوة والذكاء، في توافق تام مع أخلاقيات القرن الثامن عشر الدولية. ونحن ندرك الآن في استعراضنا للماضي بعد هذه الفترة الطويلة أن تلك الإمبراطورية كانت نتاجاً طبيعياً للطبيعة البشرية والأحوال المادية. وأن البديل لها لم يكن استقلال الشعوب العاجزة بل إمبراطورية نظيرها تؤسسها فرنسا. ويمكن القول إنه في المدى الطويل، برغم رجال من أمثال كلايف وهيستنجز وكبلنج، فإن حكم نصف العالم بواسطة البحرية البريطانية-إي الحفاظ على النظام حفاظاً إنسانياً وحسماً نسبياً وسط الفوضى المهددة أبداً-كان نعم لا نقمة على البشر.
[٦ - الإعياء]
١٧٦٠ - ١٧٦٢
ترى ماذا كان الثعلب البروسي المطارد يفعل في شتاء ١٧٥٩ - ٦٠ القارس؟ كان يجمع المال ويزيف العملة، يجند الرجال ويدربهم، ويقرض الشعر ويبيعه على الناس. ففي يناير أصدر ناشر باريسي لص "أعمال فيلسوف صان-سوسي" وطبع في اغتباط تلك القصائد المستهترة التي كان فولتير قد حملها معه من بوتسدام عام ١٧٥٣ والتي بسببها أوقفت رحلته بأمر فردريك وحبس في فرانكفورد-على المين. وقدر الناشر أن تلك القصائد ستضحك الرءوس غير المتوجة، ولكنها ستجعل الباروكات الملكية ترتعد غضباً، بما فيها باروكات جورج الثاني حليف فردريك. وأكد فردريك أن المطبوع المسروق