شوهته إضافات مدسوسة خبيثة، وأمر صديقه المركيز دارجانس (مدير الفنون الجميلة في أكاديمية برلين) بأن يصدر للفور "طبعة صحيحة" منقاة بعناية. فما لبثت الطبعة أن صدرت في مارس، واستطاع فردريك أن يفرغ للحرب من جديد. وفي ٢٤ فبراير كتب إلى فولتير يقول:
لقد نشر الحديد والموت بيننا الخراب الرهيب والمحزن أننا لم نبلغ بعد نهاية المأساة. ومن السهل أن تتصور أثر هذه الصدمات القاسية في نفسي. وأنا ألوز بالرواقية ما استطعت. لقد غدوت عجوزاً، وحطماً، أشيب الشعر مجعد البشرة؛ وأنا أفقد أسناني ومرحي (٥٩).
وكانت الحشود الهائلة من الجند تساق للفصل في أي الحكام سيضني أكثر الرجال. كان سالتيكوف عائداً من بروسيا في إبريل على رأس ١٠٠. ٠٠٠ مقاتل، وكان للاودون ٥٠. ٠٠٠ نمساوي في سيليزيا مقابل ٣٤. ٠٠٠ يقودهم الأمير هنري؛ وكان داون في درسدن بمقاتليه المائة ألف يأمل أن يشق له طريقاً وسط رجال فردريك البالغ عددهم ٤٠. ٠٠٠ والمعسكرين الآن قرب مايسن؛ وكان الفرنسيون وعدتهم ١٢٥. ٠٠٠ ينتظرون للزحف على ٧٠. ٠٠٠ يقودهم فرديناند، وبلغت جملة المقاتلين الموجهين إلى برلين ٣٧٥. ٠٠٠ رجل. وفي ٢١ مارس ١٧٦٠ جددت النمسا وروسيا تحالفهما وأضافتا مادة سرية تعطي بروسيا لروسيا بمجرد رد سيليزيا إلى النمسا (٦٠).
وكان لاودون البادئ بإراقة دماء عام ١٧٦٠، إذ سحق ١٣. ٠٠٠ بروسي عند لانديشوت (٢٣ يوليو). وفي ١٠ يوليو شرع فردريك في حصار درسدن بمدفعية ثقيلة، فدمر الجزء الأكبر من أجمل مدينة في ألمانيا، ولكن القصف لم يجده شيئاً، فلما نمى إليه أن لاودون يقترب من برزلاو أقلع عن الحصار، وسير رجاله مائة ميل في خمسة أيام والتقى بجيش لاودون في ليبرج (١٥ أغسطس ١٧٦٠) وكبده خسارة ١٠. ٠٠٠ رجل، ثم دخل برزلاو. ولكن في ٩ أكتوبر استولى جيش قوازقي يقوده فرمور على برلين، ونهب مستودعاتها الحربية، وفرض عليها فدية مقدارها مليوناً طالر-وهذا يساوي نصف المعونة المالية التي كان فردريك يتلقاها سنوياً من بريطانيا. وخف لنجدة عاصمته، ففر