للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموجهة إليهما وأرسل العميد - بشكل شخصي إلى شيلي ذاكرا له أنه إذا تعذر عليه الرحيل (مغادرة أكسفورد) خلال هذه الفترة الوجيزة فإنه - أي العميد - يمكنه السماح له بالبقاء لأيام قليلة إن قدم طلبا بذلك، وتجاهل شيلي الرسالة وغادر ومعه هوج في ٢٦ مارس في أعلى مركبة قاصدين لندن.

٦ - التطور الأول: شيلي ١٨١١ - ١٨١٢ م

استأجر شيلي وهوج مسكنا في ١٥ شارع بولاند Poland وأتى والد شيلي - الذي كان في لندن لحضور جلسات البرلمان - إليهما وطلب منهما التراجع عن آرائهما فلما وجد ابنه متمسكا بموقفه أمره بالانفصال عن هوج لما له من تأثير شرير عليه وأن يعود إلى بيت الأسرة ويمكن هناك في رعاية شخص سيعينه الأب وعليه الاستماع لتعاليمه وتوجيهاته، ورفض شيلي فتركهما الأب غاضبا يائسا. لقد اعترف بقدرات شيلي وكان يتطلع لتبوئه مكانا مرموقاً في البرلمان. وترك هوج لندن قاصدا يورك لدراسة القانون وسرعان ما نفد ما كان مع شيلي من مال وراحت أخواته اللاتي كن يدرسن في مدرسة مسز فننج Mrs. Fenning's School في محافظة (دائرة) كلافام Clapham يرسلن له ما يحصلن عليه من مصروف. وفي شهر مايو رق قلب أبيه فسمح له بمئتي جنيه إسترليني في العام.

وكان من بين زميلات أخواته في (كلافام) فتاة في السادسة عشرة من عمرها هي هاريت وستبروك Harriet Westbrook، وهي ابنة مالك ثري لحانة في ميدان جروسفينور Grosvenor Square . وعندما التقت ببيرسي فتنت بنسبه وبراعته في اللغة واتساع دائرة دراساته وسحر آرائه الفاتنة، وسرعان ما آمنت مثله أن الرب قد مات وأن القوانين إزعاج غير ضروري. وقرأت بشغف النصوص الثائرة التي أعارها إياها، والكلاسيكيات المترجمة التي تعكس حضارة رائعة، لم تسمع أبداً أن المسيح أتى بمثلها. ودعته لبيتها.

وكتب شيلي إلى هوج في مايو سنة ١٨١١ إنني أقضي معظم وقتي في منزل الآنسة وستبروك إنها تقرأ المعجم الفلسفي لفولتير Dictionnaire Philosophique وعندما اكتشفت زميلاتها أن صديقها ملحد atheist قاطعنها باعتبارها قد شمت بالفعل ريح جهنم وعندما ضبط معها خطاب منه تم فصلها. وفي بدايات شهر