وكان هذا المصطلح ممنوع الاستخدام في المجتمع المهذب، فقد كان الشكاكون المهذبون يطلقون على أنفسهم deists أي الربانيين أو الربوبيين أي المؤمنين بوجود إله مع عدم إيمانهم بالأديان (المفهوم هنا كما هو واضح عدم إيمانهم بالمسيحية) وكانوا يتحدثون باحترام عن الله God كموجود لا يمكن معرفة طبيعته، كموجود في الطبيعة وهو حياتها - أي الطبيعة - والروح السارية فيها، وهو موجود غير مشخص Spirit (روحاني).
وقد اعتنق شيلي في وقت لاحق أفكارهم، لكن عند صدور الكتاب الذي نتحدث عنه كان شيلي وزميله في مرحلة الشباب وكانا لا يقدران عواقب الأمور ففضلا استخدام لفظ Atheists ليطلقاه على نفسيهما متحدين بذلك كل ما هو طابو taboo (أي محرم) ولجذب الانتباه. وقد كانت الحجج التي ساقاها هي أنه لا الحواس ولا العقل ولا التاريخ تثبت وجود الرب فالحواس لا تدلنا إلا على المادة في حركتها على وفق قانون، والعقل يرفض الفكرة - فكرة وجود خالق واحد خلق الكون من لا شيء. والتاريخ لا يقدم مثلاً واحداً لفعل إلهي ولا لشخص إلهي ظهر على الأرض. ولم يوقع المؤلفان باسميهما لكنهما نسبا الكتاب على صفحة العنوان إلى ملحد، ألحد لنقص البراهين على وجود الرب.
واحتوى مطبوع جامعة أكسفورد وسيتي هيرالد Oxford university and City Herald إعلانا عن هذا الكتيب في ٩ فبراير سنة ١٨١١ وظهر الكتيب فعلا في ٣١ فبراير، ووضع شيلي على الفور نسخا منه في مدخل مكتبة بيع الكتب في أكسفورد، ورآه جون ووكر John Walker الإكليريكي الموقر فطلب من البائع تدمير كل النسخ وبالفعل تم هذا. وفي هذه الأثناء أرسل شيلي نسخاً إلى كثير من الأساقفة وكثير من الشخصيات المرموقة في الجامعة.
وأحضر واحد من هؤلاء الكتيب (النشرة) إلى عميد الكلية الجامعية وأساتذتها فاستدعوا شيلي للمثول أمامهم في ٢٥ مارس، فمثل أمامهم فسألوه عن مؤلف الكتيب فرفض الإجابة ودعا لحرية الفكر وحرية الكتابة، فطلبوا منه مغادرة أكسفورد في الصباح التالي، وعندما سمع هوج Hogg بذلك اعترف أنه شاركه في تأليف الكتيب وطلب أن يطبقوا عليه العقاب نفسه الذي طبقوه على شيلي، وقد كان. وبعد الظهر ظهر في نشرة الكلية أن شيلي، وهوج قد فصلا لتمردهما برفضهما الإجابة عن بعض الأسئلة