فقد كان يؤمن بما قاله فولتير وجيبون Gibbon من أن التاريخ هو في الأساس سجل لجرائم البشر وغبائهم، ومع هذا فقد قرأ كتابات هذين المؤلفين المتشككين بشغف. وقد ظن أنه وجد حلا لسر الكون عند لكريشيوس والمثقفين الآخرين، فحركة الذرات atoms لابد أن تحكمها قوانين، ثم اكتشف سبينوزا Spinoza وفسره شارحاً أنه يؤمن بجوهرين وحيدين: المادة matter والعقل mind (النفس) باعتبارهما جانبين لجوهر مقدس واحد - فشيء كالعقل (النفس) يسري في المادة، وشيء من المادة يغطي العقل (النفس).
لقد كان يقرأ بشغف، وقد وصفه رفيق دراسته هوج بأن:"كتابا في يده طوال الوقت - إنه يقرأ .. وهو جالس إلى المائدة، وهو في السرير، بل وفي أثناء المشي خاصة … لم يكن هذا في أكسفورد فقط، وإنما في الطريق السريعة بل وفي أكثر مناطق لندن ازدحاما .... لم تقع عيناي على من يلتهم الصفحات التهاما بشراهه أكثر منه. وكان يعتبر تناول الطعام مضيعة للوقت إذا لم يكن مصحوبا بالقراءة، وكان يفضل أبسط أنواع الطعام، ولم يكن قد أصبح نباتيا بعد ومع هذا فقد كانت وجبة من الخبز والزبيب تبدو له متوازنة. وعلى أية حال فإنه كان مولعاً بما هو حلو، وكان يفضل عسل النحل على خبز الزنجبيل وكان يحب أن يخلط ماء الشرب بالنبيذ. وقد وصف في أيام أكسفورد بأنه طويل نحيل، حزمة منحنية من الأعصاب والنظريات والبراهين، غير مهتم بملبسه وغير مرجل لشعره، يترك قميصه مفتوحا من عند الرقبة يكاد يكون وجهه ذا ملامح أنثوية. عيناه متألقتان لكنهما غير مستقرتين وطباعه حادة لكنها ودودة، وكان كشاعر ذا أعصاب حساسة، دافئ المشاعر، مستسلما للأفكار الغامضة التي لم تتبلور بعد لكنه كان ينفر من التاريخ".
وكان كالشعراء يركز على الحرية الفردية ويشك في القيود الاجتماعية وقد ذكر هوج Hogg أن الليالي في غرفة شيلي كانت رائعة عندما كانا يقرآن الشعر والفلسفة معاً ويدحضان القوانين والعقائد ويظلان يتبادلان الأفكار حتى الساعة الثانية صباحا ويتفقان - قبل كل شيء - على مسألة أساسية هي أن الرب God لا وجود له.
وقد أعد المتمردان الشابان مؤلفا عن هذا الموضوع جعلا له عنوانا هو (ضرورة الإلحاد The necessity of Atheism) وكان هذا المصطلح Atheism (تستخدم القواميس المتداولة إنجليزي عربي، كلمه إلحاد كمعنى لهذا المصطلح)،