(البحث عن العدالة السياسية Enquiry Concerning Political Justice)
لقد كتب في وقت لاحق:"أن هذا الكتاب قد فتح عقلي على آراء جديدة ورحبة. لقد أثر في شخصيتي. لقد أصبحت بعد دراسته بإمعان، أفضل وأكثر حكمة … لقد آمنت أن عليَّ واجبات لا بد أن أؤديها".
وخلال الإجازة وقع في حب قريبة لم تتجاوز ستة عشر ربيعا. إنها هاريت جروف Harriet Grove التي كانت تزور أسرته في (فيلد بلاس Field Place) كثيرا. وبدأا يتبادلان الرسائل الحارة حتى إنهما في سنة ١٨٠٩ تعاهدا على الإخلاص الأبدي. لكنه اعترف لها بشكه في الرب، فأظهرت خطابه المنطوي على منحى لا أدري لأبيها فنصحها ألا ترتبط به (أن تتركه بلا هدف) وعندما نقلت هاريت في يناير سنة ١٨١١ تعهدها بالإخلاص الأبدي له إلى وليم هلير William Helyer، كتب شيلي لصديقه توماس جيفرسون هوج خطابا جديرا بأن يكون على لسان أبطال بايرون القساة:
"إنها لم تعد لي. إنها تمقتني مقتا شديداً كربوني (مؤمن بالله دون الإيمان بأديان منزلة deist) مع أنها كانت تؤمن الإيمان نفسه قبل ذلك. آه! آه أيتها الديانة المسيحية كيف أغفر هذا الاضطهاد القاسي، عسى أن يدمرني الرب (إن كان للرب وجود) .. هل الانتحار خطأ؟ لقد نمت ومعي مسدس محشو وبعض السم ليلة البارحة، لكنني لم أمت".
وفي هذه الأثناء (١٨١٠) كان قد انتقل من (إتون Eton) إلى الكلية الجامعية في أكسفورد. وتجنب هناك الإفراط في العلاقات الجنسية - فيما عدا ليلة أو ليلتين مارس فيهما الجنس على سبيل التجريب، وكانت العلاقات الجنسية تبدو لمعظم الطلبة الذين لم يتخرجوا بعد أمرا لازما دالا على الرجولة. وكان يستمع بين الحين والحين إلى محاضرات يلقيها الأساتذة والعمداء الذين لم يكونوا يتفوقون عليه في اللاتينية واليونانية سوى بخطوة واحدة وسرعان ما راح يؤلف الشعر باللاتينية ولم ينس أبدا إيسخيلوس Aeschylus . وكان مقر إقامته غاصا بالكتب المبعثرة والمخطوطات والتعويذات غير الواضحة الواردة في كتب العلم القديمة (في الكتب العلمية قبل نضوجها).
لقد كاد يملأ غرفته عند إجرائه لإحدى التجارب لقد كان يؤمن بقدرة العلم على صياغة الكون والإنسان. ولم يكن يهتم بالتاريخ