وبذلك كانت هذه أول حالة معروفة لاستخدام العلم الأحمر رمزاً للثورة.
وحاولت الجمعية التشريعية إنقاذ الأسرة المالكة، لكن مقتل عدد من أعضائها على أيدي الجماهير الغازية، أقنع الباقين بتسليم اللاجئين إليها من الأسرة المالكة لكومون باريس ليكونوا تحت تصرفه، فجرى التحفظ عليهم بعناية تحت حراسة صارمة في المعبد the Temple - وهو دير قديم حصين لجماعة الفرسان الداويين (رهبان وجنود في الوقت نفسه) واستسلم لويس بلا مقاومة حزينا على زوجته التي وخط الشيب - الآن - مفرقها، وعلى ابنه المريض، وراح ينتظر النهاية بصبر.
٣ - دانتون DANTON
خلال هذه الأسابيع المتشنجة امتنع غالب أعضاء الجمعية التشريعية ممثلو الحقوق Rights عن الحضور إلى مقر الجمعية فبعد العاشر من أغسطس لم يعد يحضر إلا ٢٨٥ عضوا من مجموع الأعضاء البالغ عددهم ٧٤٥. وصوت هذا المجلس التشريعي المبتور (الناقص) على أن يجعل الأمور في يد مجلس تنفيذي به ممثلون للدوائر (المحافظات) المختلفة ليحل محل الملك ومستشاريه، واختارت الأغلبية جورج دانتون Georges Danton ليرأس هذا المجلس وزيراً للعدل، وأن يكون رولان Roland وزيرا للداخلية وجوزيف سيرفان Servan وزيرا للحرب. وكان اختيار دانتون في جانب منه محاولة لتهدئة أهل باريس إذ كان له شعبية بينهم بالإضافة إلى أنه كان في ذلك الوقت أقوى شخصيات الحركة الثورية وأكثرهم قدرة.
وكان في الثالثة والثلاثين من عمره وسيموت في سن الخامسة والثلاثين، فالثورة امتياز للشباب. ولد دانتون في أرسي - سير - أوب Arcis-Sur-Aube في شمبانيا Champagne وحذا حذو أبيه في الاشتغال بالقانون، وازدهرت أحواله محامياً في باريس لكنه فضل أن يعيش في المبنى نفسه مع صديقه كاميل ديمولان Camille Desmoulins في حي الطبقة العاملة المنتمية لتنظيم الكوردليير Cordeliers Club (نادي الرهبان الفرانسيسكان أو نادى