والخير في أنتورب وفيرارا والبندقية، ولقي جزاء سنمار من الإساءة والأذى.
وفي عهد الأتراك استقبلت الأرض المقدسة مرة أخرى، القوم الذين كانوا قد أضفوا عليها القداسة أول الأمر. ولما كانت القدس مقدسة لدى المسيحيين والمسلمين، قدر ما هي مقدسة لدى اليهود، فإنه لم يسمح بالإقامة فيها إلا لعدد محدود من العبرانيين. أما في صفد في الجليل الأعلى، فقد ازداد عدد اليهود وارتفعت مكانتهم الثقافية بسرعة، حتى أن يعقوب بيراب حاول أن ينشئ هناك جمعية Sonhedrin (١) ، تكون بمثابة هيئة عليا تتولى الحكم بين جميع اليهود. وكانت تلك فكرة جريئة. ولكن اليهود كانوا موزعين في شتى البلاد متباينين في اللغة وطرق الحياة، إلى حد لا يسمح بتوحيد الحكم. وعلى الرغم من ذلك فإن اليهود في أرض الإسلام وفي العالم المسيحي، كانوا في صلواتهم يتضرعون إلى الرب "ليجمع شتاتهم ويلم شملهم من أركان الأرض الأربعة". وفي يوم الكفارة Yom Kippur، وفي يوم الفصح يجتمع اليهود في كل مكان في العالم حول الأمل الذي تشبثوا به فأبقى عليهم وسط المحن، ويرددون:"سنكون في العام القادم في فلسطين"(٧٢).
[٤ - فن البقاء]
إن قدرة اليهود على الإقامة من كبوتهم وتخطى المحن التي حلت بهم، لهي إحدى عجائب التاريخ التي تترك في النفس انطباعاً، وهي جزء من المرونة البطولية التي أظهرها البشر عامة بعد كوارث الحياة.
(١) Sanhedrin: جمعية هي بمثابة المحكمة العليا والمجلس الأعلى لشعب اليهود القديم، جمعت بين المهام الدينية والمدنية، وتكونت من ٧١ عضواً تحت رئاسة الكاهن العظم. ألغيت بعد تدمير أورشليم في سنة ٧٠م. (الترجمة)