تقليد مبدع - الموسيقى والرقص - "إيزو" و "نتسوكي" - هيداري جنجارو - لاكيه
جاءت القوالب الخارجية للفن الياباني من الصين، مثلها في ذلك مثل كل ظاهرة بادية من ظواهر الحياة اليابانية؛ أما القوة والروح الداخليان، فمثلهما مثل كل ما هو حيوي من أمور اليابان، في صدورهما عن الشعب نفسه؛ نعم إن الموجة الفكرية والهجرة اللتين جاءتا إلى اليابان بالبوذية في القرن السابع، قد جاءتاها كذلك من الصين وكوريا بصور الفن وبالدوافع النفسية المرتبطة بتلك العقيدة، التي ليست أصل في الصين وكوريا منها في اليابان، بل إنه لمن الحق أيضاً أن العناصر الثقافية لم تدخل إلى اليابان من الصين والهند وحدهما، بل جاءتها كذلك من أشور واليونان - فالملامح التي تراها في بوذا كاما كورا مثلاً أقرب إلى الملامح "اليونانية البكتيرية" منها إلى الملامح اليابانية؛ لكن هذه الحوافز وإن تكن قد جاءت إلى اليابان من الخارج، إلا أنها استُخدمت هناك في إبداع ما هو جديد؛ فسرعان ما تعلم شعب اليابان أن يفرق بين الجمال والقبح؛ وكثيراً ما كان أغنياء تلك البلاد يؤثرون تحف الفن على الأرض أو الذهب (١)، وكان رجال الفن فيها يعملون بإخلاص لفنهم أنساهم نفوسهم، وهؤلاء الفنانون، على الرغم من أنهم كانوا يجتازون
(١) قام قواد الجيش أيام "هيديوشي" بحملات حربية مظفرة، والظاهر أنهم اكتفوا في مكافأتهم على ذلك الظفر - أحياناً - لا بالضياع ولا بالمال، بل بالتحف النادرة من الفخار والخزف.