وصلت أخبار الثورة الفرنسية إلى البرتغال التي كانت تناضل للعودة إلى نظم العصور الوسطى المحافظة بعد المحاولة العنيفة المخزية التي قام بها الماركيز دي بومبال Marquis de Pombal لجعل البرتغال تابعة في ثقافتها وقوانينها لفرنسا لويس الخامس عشر، وإسبانيا تشارلز الثالث. وكانت جبال البرانس تعوق تدفق الأفكار من فرنسا إلى شبه الجزيرة الأيبيرية. وكان يحول بين انتقال الأفكار من إسبانيا إلى البرتغال شغف إسبانيا وتوقها المتكرر لابتلاع أختها الصغرى (البرتغال)، وكان ممثلو محاكم التفتيش طوال قرنين يبدون كأسود على بوابة قصر يصدون أية كلمة وأية فكرة تشكك في العقيدة الدينية القديمة أو تضعها موضع تساؤل.
وفي أدنى السلم الاجتماعي كان هناك حرس آخر يحمي الماضي ويدافع عنه: العوام البسطاء الذين كانوا في غالبهم يجهلون القراءة والكتابة - الفلاحون والحرفيون والعمال والجنود، فقد كانت هذه الطوائف قد أنست إلى عقائدها المتوارثة وارتاحت إلى ما بها من أساطير، واعترتها الخشية لما بها من معجزات وتفاعلت بتقوى شديدة مع طقوسها.
وفي أعلى السلم الاجتماعي كان البارونات الإقطاعيون هم ملاك الأرض الذين يتصرفون بشكل نموذجي على وفق ما هو مطلوب في عصرهم، وكانت الملكة ماريا فرانسيسكا Maria Francisca الرعديدة الواهنة العقل، وابنها جون الوصي على العرش (١٧٩٩) والذي أصبح ملكا (١٨١٦ - ١٨٢٦)، يعتمدان على الكنيسة كأداة للحماية، وكوسيلة لا بد منها لدعم أخلاق الأفراد، وضبط النظام الاجتماعي ومؤازرة الملكية المقدسة ذات الحق الإلهي والسلطة المطلقة ووسط كل هذا الحرس المدافع عن القديم، كانت هناك قلة قلية - الدارسون