يحتضر أشاروا عليه بإحضار القس فوافق وبعد أن انتهى القس من طقوسه قال بيتهوفن: انتهت المهزلة أو المسخرة أو الملهاة (كوميديا فينيتا) ورجح المؤلفان أن بتهوفن كان يقصد انتهت الحياة، ولا يقصد طقوس القس، ويبقى هذا - على أية حال - استنتاجاً قابلاً للجدل.
وقد وصف أحد أصدقاء بيتهوفن الرجل بأنه مثل (المور Moor) إشارة إلى هيئته الغريبة وعدم وسامته لكن هذا لا يمنعنا في ضوء ما سبق من استنتاجات أخرى، لكن بيتهوفن على أية حال كان يعترف بأنه غير وسيم، فقد كتب لأحدهم طالبا منه أن يبحث له عن عروس شريطة أن تكون جميلة، فمن غير المعقول أن أحب أي شيء غير جميل، وإلا لكنت قد أحببت نفسي وعتب بيتهوفن على خالقه بأسلوب غير مهذب لأنه خلقه بهذا الوجه النكد. على أية حال فقد كان أحد أسباب سخط بيتهوفن على نابليون أن هذا الأخير عقد اتفاقا (كونكورد) مع الكنيسة. هذا المجلد إذن كالمجلدات السابقة غاص بالتحليلات الجديدة، والعرض الطيب لهذه المرحلة التاريخية المهمة. وعلى الله قصد السبيل.