الجنسية إلا أن الكثيرين اختلفوا إلى الصالونات والمتاحف والبلاط، وقرأوا الأدب والفلسفة الفرنسيين، وجلبوا معهم أفكاراً شاركت في الإعداد لتفجر الأدب الروسي في القرن التاسع عشر.
[٤ - الحاكمة القديرة]
لا يتطرق إلينا الشك في صدق نيات كاترين في مطلع حكمها.
فقد وجدت هذه القرارات في نسخة "تليماك" التي كانت تقرؤها:
"عليك بدراسة الإنسان، وبتعلم استخدام الرجال بغير الاستسلام لهم دون تحفظ. وابحثي عن الكفاية الأصيلة وإن وجدت في أقصى الأرض، لأنها تكون عادة متواضعة متوارية.
ولا تسمحي لنفسك بأن تصبحي فريسة للمتملقين، أفهميهم أنك ى تعبأين بالمديح ولا بالتذلل والخنوع. وضعي ثقتك في أولئك الذين لديهم الشجاعة للاعتراض على آرائك … والذين تهمهم سمعتك أكثر مما يهمهم رضاءك.
"كوني مؤدبة، رحيمة، منفتحة، عطوفاً، متحررة العقل. ولا تدعي سمو مكانتك بمنعك من النزول في تلطف إلى صغار الناس، ووضع نفسك في موضعهم. واحرصي على ألا يضعف هذا اللطف من سلطانك أو ينتقص من احترامهم لك … وانبذي كل تصنع وافتعال. ولا تسمحي للعالم أن يلوثك إلى الحد الذي يفقدك مبادئ الشرف والفضيلة القديمة.
أقسم بالسماء أن أطبع هذه الكلمات على صفحة قلبي" (٤٦).
وكانت تدأب على الإحاطة بدقائق كل موضوع تتناوله، وقد كتبت تعليمات مفصلة عن مئات المواضع من تدريب الجيش والعمليات الصناعية إلى زينة حاشيتها وإخراج الأوبرات والتمثيليات. قال أحد كتاب سيرتها الأولين وكان من أقلهم تعاطفاً: