أما في الروايات الغرامية فقد كانت الطبقة الوسطى هي المسيطرة على الميدان؛ ذلك أن شعراء شمالي فرنسا أبناء الطبقة الدنيا - المعروفين عند الفرنسيين باسم التوفير Trouveres أي المخترعين - كانوا يحيون ليالي الطبقات الوسطى والعليا بقصص شعرية تتحدث عن الحب والحرب، كما كان شعراء الفروسية الغزلون - التروبدور والتروفنوري يكتبون الأغاني الشعرية الرقيقة لنساء جنوبي فرنسا وإيطاليا.
وكانت كتابات المخترعين تتخذ صور القصص الشعرية، Ballade والأغاني الشعرية lai، والتحدث بأعمال الأبطال Chanson de geste، والقصص الغرامية. وقد وصلت إلينا نماذج جميلة من الأغاني الشعرية من قول كاتبة تدعى إنجلترا وفرنسا كلتاهما أنها أول شاعراتها العظيمات. فقد انتقلت Marie de France ( ماريا الفرنسية) من بريطاني لتعيش في إنجلترا في أيام هنري الثاني (١١٥٤ - ١١٨٩). وأشار عليها أن تصوغ عدداً من أقاصيص البريطانيين شعراً، ففعلت وخلعت عليها من طلاوة اللفظ وقوة العاطفة ما لم يفقها فيهما أي شاعر من شعراء الفروسية الغزلين. وخليق بإحدى قصائدها العاطفية أن تحتل مكاناً في صفحات هذا الكتاب، هي جديرة به، لموضوعها غير العادي - حديث المحبوبة الحية إلى حبيبها الميت: