للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل السابع والعشرون

[النمسا]

من ١٧٨٠ إلى ١٨١٢ م

١ - أباطرة متنورون: ١٧٨٠ - ١٧٩٢

في سنة ١٧٨٩ كانت النمسا واحدة من دول أوربا الكبرى معتزّة بتاريخها وثقافتها وقوتها وبإمبراطوريتها الأوسع كثيرا من النمسا ذاتها. واسم النمسا (أوستريا Austria) من كلمة (أوستر Auster) التي تعني ريح الجنوب ثم انصرف معناها ليعني شعبا صارما تيوتونيا Teutonically وإن كان - رغم صرامته - حسن الطباع محباً للفكاهة يشارك بسعادة في مباهج الحياة ويشارك الإيطاليين جنونهم بالموسيقى. وكانت النمسا أمة سلتية Celtic عندما غزاها الرومان قبل ظهور المسيح بفترة وجيزة، وظهر أنها احتفظت عبر ألفي سنة بشيء من حيوية السلتيين وثقافتهم وذكائهم، وشيد الرومان في فيندوبونا Vindobona (التي أصبحت فيينا Vienna ثم فِيِن Wien) قاعدة أمامية لحضارتهم في مواجهة البرابرة المتطفّلين المهاجمين،

وفي هذا الموضع كبح ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius الماركوماني Marcomanni في نحو ١٧٠ م - بين أفكار ذهبية، وفي هذا المكان وضع شارلمان العلامة الشرقية East Mark أو الحدود الشرقية لمملكته، وفي هذا المكان، في سنة ٩٥٥ م أقام أوتو Otto العظيم مملكته الشرقية his Osterreich في مواجهة الماجيار Magyars، وفي هذا الموضع في سنة ١٢٧٨ أسس رودلف الهابسبورجي Rudolf of Hapsburg (من أسرة الهابسبورج) حكم أسرة حاكمة استمر حكمها حتى سنة ١٩١٨. وفي الفترة من ١٦١٨ إلى ١٦٤٨ هبت ريح الجنوب كاثوليكية عنيفة فهبت العقيدة القديمة في مواجهة العقيدة الجديدة واستعرت الحرب بينهما ثلاثين عاما،