بدرجة كبيرة من الفساد والرشوة في الولايات الباباوية ومع هذا فقد ساءتهم المعاملة السيئة التي لاقاها البابا بيوس السابع من المسئولين الفرنسيين كما ساءهم أن يأمر نابليون بسجنه، وأخيراً كرهوا حتى يوجين المحبوب فعلى يديه جرى تنفيذ كثير من مراسيم نابليون التي لم تكن تلقى منهم ترحيباً وقد رفضوا دعْم جهود يوجين لإرسال دعم لنابليون عندما كان عُرضة لهزيمة كاملة (١٨١٣) بعد ليبسج (ليبزج) Leipzig. لقد فشلت جهود تحرير إيطاليا بواسطة حكم أجنبي وجيش من الغرباء، وكان على التحرير أن ينتظر وحدة وطنية من خلال جيش إيطالي ورجال دولة إيطاليين وأدب إيطالي.
وقد تنبأ نابليون نفسه بهذه الصعوبات، وكانت حساباته صحيحة هذه المرة، رغم أنه أساء الحساب كثيراً فيما يتعلق بإيطاليا، ففي سنة ١٨٠٥ - عام تتويجه ملكاً على إيطاليا. قال لبوريين Bourrienne:
" لا يمكن أن يكون اتحاد إيطاليا مع فرنسا إلاّ مؤقتاً، لكنه ضروري لتعويد أمم إيطاليا (المقصود دولها) على العيش معاً في ظل قانون عام. فهناك كراهية متبادلة بين الجُنويين Genoese، والبيدمونتيين Piedmontese، والبنادقة Venetians، والميلانيين وأهل تسكانيا وأهل روما وأهل نابلي .. وروما هي العاصمة الطبيعية لإيطاليا بسبب التراث المرتبط بها. وعلى أية حال، فكي تكون روما كذلك (عاصمة طبيعية) من الضروري تقييد سلطة البابا في نطاق الأمور الروحية الخالصة. إنني لا أستطيع الآن التفكير في هذا لكنني سأنظر فيه مستقبلا .. إن هذه الدول الإيطالية الصغيرة ستصبح تلقائياً معتادة على القوانين نفسها، وعندما تخف حدة عداواتها ستصبح هناك إيطاليا واحدة، وسأجعلها مستقلة. لكن هذا قد يستغرق مني عشرين عاما، ومن منا يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل؟ ".
إننا لا نستطيع دوما الثقة في بوريين لكن لا كاس Las Cases روى أن نابليون ذكر ما يشبه فحوى هذا الكلام في سانت هيلينا:
"لقد زرعتُ في قلوب الإيطاليين مبادئ لا يمكن انتزاعها أبداً، فعاجلاً أم آجلاً سيتحقق البعث الإيطالي".