كانت أم هنري في العماد مارجريت أنجوليم، أميرة فالوا ونافار، والأخت التقية الحساسة، المحبوبة، لفرانسيس الأول، الجريء، الأنيق، عاشق النساء. أما أمه فجان دالبير المهرطقة، العنيدة، المتمردة، وأما أبوه أنطوان بوربون حفيد القديس لويس فكان وسيماً، شجاعاً، كيساً، مغروراً، ميالاً إلى التذبذب من مذهب إلى مذهب. ولا بد أن هنري حمل بين جنبيه-وهو يخرج إلى النور (١٤ ديسمبر ١٥٥٣) في مدينة بو بإقليم بيارن-كل صفات أسلافه إلا التقوى. وقد أقنع جده السعيد أمه جان وهي في المخاض بأن، ترتل للعذراء ترتيلة، لثقته بأنها ستكون فألا حسناً، ثم دعك شفتي الوليد بالثوم وسقاه النبيذ على سبيل العماد في بيارن. أما البطل فقد استنفد لبن ثماني مرضعات.
لم يستطب التعليم، فقد كره الكتابة، وهرب من النحو، ولكنه تعلم كيف يكتب بأسلوب ساحر. وقرأ بلوتارخ كأنه إنجيل البطولة. وربى أكثر وقته في الخلاء، وبرز في الجري والوثب والمصارعة والركوب والملاكمة، وأكل الخبز الأسود والجبن والبصل، واستمتع بالصيف والشتاء بلذة سخرت من التشاؤم. نشئ هيجونوتيا، ولكنه لم يسمح قط للدين بأن يعطل الحياة. وحين دعي في التاسعة للعيش في البلاط وتعلم آدابه وأخلاقه، اعتنق الكاثوليكية في غير تردد، ولما عاد إلى بيارن في الثالثة عشرة استأنف العقيدة الهيجونوتية كأنه يغير ملابسه وفقاً لتغير المناخ.