للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معا - كوني هادئة - فلتحبيني - اليوم - الأمس - أشتاق إليك حتى البكاء - حياتي - كل كياني - وداعا - آه، واصلي حبك لي - لا تظلمي قلب حبيبك لودفيج وهو أكثر القلوب حبا لك. سأكون لك دوما. ستكونين دوما لي، سيكون كل منا للآخر دوما.

من هي؟ لا أحد يعرف. لقد انقسم مؤرخو حياته فمنهم من قال إنها الكونتيسة Guicciardi-Gallenberg ومنهم من قال إنها الكونتيسة تيريز فون برونسفيج Therese von Brunswig، ولم يلحق أي كونتيسة منهما ضرر. من الواضح أن الليدي كانت متزوجة، وإن كان الأمر كذلك يكون بيتهوفن بتودده لها قد نسي المبدأ الممتاز الذي اعترف به لآل بيجوت Bigots (والذي أشرنا إليه آنفا). وعلى أية حال، فهو لم يرسل هذه الخطابات ولم يحدث ضرر لأي طرف من الأطراف وربما استفادت الموسيقى من هذا الحب.

٥ - بيتهوفن وجوته (جيتة): ١٨٠٩ - ١٨١٢ م

BEETHOVEN & GOETHE

وفي سنة ١٨٠٩ كانت النمسا - مرة أخرى - تخوض حربا مع فرنسا. وفي شهر مايو كانت القذائف الفرنسية تدك فيينا، فهرب النبلاء ورجال البلاط، ولجأ بيتهوفن إلى قبو يحتمي به، واستسلمت فيينا وفرض المنتصرون ضرائب على طبقة العوام بلغت عشر دخولهم السنوية، وفرضت ثلث الدخول كضريبة على الأثرياء، ودفع بيتهوفن لكنه وهو آمن على البعد وجه لكمته للغال Gaul (الفرنسيين) وكتائبهم وصاح قائلا: "إذا أنا - كجنرال - أعرف عن الإستراتيجية، قدر معرفتي - كمؤلف موسيقي. عن تناسب الأنغام، لاقترحت عليك شيئاً تفعله".

ومن ناحية أخرى، شهدت الفترة من ١٨٠٩ إلى ١٨١٥ بيتهوفن وهو في حالة نفسية طيبة نسبياً. ففي هذه الأعوام كان غالباً ما يزور بيت فرانز (فرانتس) برينتانو Franz Brentano التاجر الثري وراعي الفن والموسيقى، والذي كان يساعد بيتهوفن - أحياناً - بتقديم القروض له. وكانت زوجة فرانز أنطوني Franz Antonie - تعكف في غرفتها لمرضها فكان بيتهوفن - أكثر من مرة يتسلل إليها بهدوء ليعزف على البيانو ثم يغادر دون أن ينطق بكلمة واحدة، فقد كان حديثه إليها بلغة الموسيقى.

وفي إحدى مرّات عزفه لها فوجئ وهو