وفي ٢٩ مارس حث قتلة الملك والمؤيدون لقتله المؤتمر الوطني على إصدار قرار بإعدام كل من: "يدان بطبع أو كتابة ما يحث على … إعادة الملكية أو إعادة أي سلطات أخرى في عودتها ضرر بسيادة الشعب".
ودافع روبيسبير طويلا عن حرية الصحافة، لكنه بعد أن أرسل إلى المقصلة كلا من هيبير Hebert ودانتون وديمولين Desmoulins وضع بإعدامهم حدا لظهور الصحف التي كانوا يدعمونها. وخلال فترة حكم الإرهاب اختفت حرية التعبير حتى في المؤتمر الوطني، وأعادت حكومة الإدارة حرية الصحافة في سنة ١٧٩٦ لكنها ألغتها بعد ذلك بعام واحد بعد انقلاب ١٨ فروكتيدور ونفت محرري ٤٢ جريدة. ولم يدمر نابليون حرية التعبير وحرية الصحافة لأنه عندما وصل إلى السلطة كانت مدمرة بالفعل.
[٢ - الأخلاق الجديدة]
٢/ ١ - الأخلاق والقانون Morality and Law
أما وقد تم استبعاد الدين أساساً للأخلاق (أي حب الرب المراقب العليم المكافئ المعاقب والخوف منه، وطاعة شريعته والتزام أوامره واجتناب نواهيه)، فإن الأرواح المتحررة في فرنسا وجدت نفسها بلا دفاع (إلا من خلال الأصداء الأخلاقية للعقائد التي هجرتها) ضد غرائزها الأقدم والأقوى والأشد فردية التي غرست وتأصلت بفعل قرون بدائية ساد فيها الجوع والجشع والصراع وانعدم فيها الأمان. لقد راح الفرنسيون يبحثون عن فكرة جديدة لتكون مرساة في بحر هائج، أفراده متمردون، لا يخشون إلا القوة (لا يذعنون إلا إذا كان هناك ما يخيفهم)، أما الأخلاق المسيحية فتركوها لزوجاتهم وبناتهم. لقد انعقدت آمالهم على أن تكون هذه الفكرة الجديدة (التي هي عوض عن القيم الدينية) في حقوق المواطنة وواجباتها (civisme citizenship) بمعنى قبول الواجبات التي تفرضها هذه المواطنة، وتحصيل المزايا الناتجة عن الانتماء إلى مجتمع منظم يحظى بالحماية، وفي مقابل هذه