مساعدتها إذا أهابت بي لمعونتها في أقل الأعراض شبهة وريبة؟ ويجدر بنا إلا نستفزها أبداً، بل نمد لها يد المعونة بين الحين والحين" (١٩). ويختتم الطبيب كلامه بتحبيذ التجارب في مجال الخلط المنتج بين مختلف الأنواع، حيث يمكن أن ينتج هذا الخلط نمطاً من الإنسان الحيوان الذي قد يقنع بخدمة الإنسان. وتستبق الآنسة لسبيناس أناتول فرانس والبطارقة، فتتساءل: وهل ينبغي تعميد أنصاف الرجال هؤلاء؟
بوردو (وهو يهم بالخروج): هل رأيت في حديقة الحيوان، في قفص من زجاج إنسان الغاب (ضرب من القردة العليا الشبيهة بالإنسان يقطن في بورنيو وسومطره) يبدو وكأنه سان جون يلقي المواعظ في الصحراء؟
الآنسة: نعم رأيته.
بوردو (وهو يغادر المكان): قال له الكاردينال دي بوليناك، "تكلم وأنا أعمدك (٢٠).
وفي "مبادئ الفسيولوجيا"(١٧٧٤) صاغ ديدرو نظريته في التطور، متأملاً في الحلقة المفقودة، فهو يقول "من الضروري أن نبدأ بتصنيف الكائنات، إبتداء من الجزئ الخامل غير الفعال (إذا وجد) إلى الجزيء النشيط الفعال، إلى الحيوانات الدقيقة التي لا ترى إلا بالمجهر … إلى النبات، وإلى الحيوان، وإلى الإنسان … يجدر ألا يصدق المرء أن سلسلة الكائنات قد عوقتها وأعتراض سبيلها تباين الأشكال وتنوعها، فالشكل مجرد قناع خداع. وربما وجدت الحلقة المفقودة في كائن غير معروف، لم يستطع علم التشريح المقارن بعد أن يحدد مكانه الحقيقي (٢١).
[٣ - ديدرو والمسيحية]
كان ديدرو قد وعد صوفي فوللاند بأنه لن يتعرض للديانة في "حلم دالمبير" والواقع بطبيعة الحال أن "الثلاثي" أورد فلسفة أستغنت عن الألهة تماماً. وظل ديدرو في العلن ربوبياً متمسكاً بأن الله هو "المحرك الرئيسي" فقط،