للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥ - إدوارد جبون]

كتب ولبول لأحد كبار المؤرخين، وهو روبرتسن، يقول "أن المؤرخين المجيدين أندر الكتاب أجمعين، ولا غرابة في هذا! فالأسلوب الجيد ليس بالأمر الشائع جداً، وأندر منه الإحاطة الدقيقة الشاملة بالحقائق، ولم تتوفر في جبون الشرط الأخير تماماً، ولكن هذا يقال أيضاً عن تاسيتوس، وهو وحده الذي يمكن أن يقف معه على قدم المساواة بين أساطين المؤرخين.

أ- إعداده

كتب جبون، أو بدأ كتابه، ست سير ذاتية، أدمجها منفذ وصيته الأدبي، وهو ايرل شفيلد الأول، وفي "مذكرات. (١٧٩٦) جيدة الحبك، منقاة دون موجب، وتعرف أحياناً باسم "السيرة الذاتية". كذلك كان جبون يدون يومية، بدأها في ١٧٦١ وواصل تدوينها تحت عناوين مختلفة حتى ١٨ يناير ١٧٦٣. وقد حكم العارفون على هذه المصادر الأولى لنشأته بأنها صحيحة إلى حد معقول، إلا فيما يتصل بنسبه.

وقد أنفق ثماني صفحات يفصل القول في كرم مجتده، وقد أخذه عنه النسابون القساة (٤٦). فجده إدوارد جبون الأول كان أحد مديري شركة البحار الجنوبية الذين قبض عليهم بتهمة الانحراف بعد أن تفجرت تلك "الفقاعة" (١٧٢١). وصودرت كل ثروته التي قدرها بمبلغ ١٠٦. ٥٤٣ جنيه، فيما عدا ١٠. ٠٠٠ جنيه. ويروي لنا المؤرخ أن على هذه البقية الباقية "بنى صرح ثروة جديدة … لا تقل كثيراً عن الأولى" (٤٧) ولم يكن موافقاً على زواج ابنه إدوارد الثاني، ومن ثم أوصى بمعظم ثروته لبنتيه كاترين وهستر وتزوجت بنت كاترين بإدوارد الثالث، الذي اشترى فيما بعد كرسياً في البرلمان لإدوارد جبون الثالث، أما هستر فأصبحت تابعة غنية من أتباع وليم لو (٤٨)، وغاظت ابن أخيها ردحاً طويلاً بموتها البطيء. وقد تعلم إدوارد الثاني على يد لو، وأكمل تعليمه في مدرسة ونشستر وفي كمبردج، وتزوج