وفي الإمكان تكثيف هذه المناديل لستر النهود الصغيرة، ومن ثم سماها الفرنسيون المناديل "الغشاشة" أو "الكاذبة"(٣٨). وظلت تسريحات الشعر عالية، ولكن حين فقدت ماري أنطوانيت معظم شعرها أثناء حمل لها أحلت العقاص محل تسريحة "البرج"، وانتشرت هذه الموضة الجديدة من البلاط إلى باريس. وكان هناك مائتا طراز لقبعات النساء؛ وكان بعضها هياكل ضعيفة من السلك، والريش، والأشرطة، والأزهار، والخضر الاصطناعية، ولكن النساء اتبعن في أوقاتهن الأكثر دعة واسترخاء الطراز الذي ابتدعته الملكة في البتي اريانون، والذي يغطي الرأس بوشاح بسيط. وفي أعظم الثورات قاطبة لبس بعض النساء الأحذية الواطئة أو الإخفاف المريحة (٣٩).
ورافق هذا التغيير إلى لباس أروح وأيسر أسلوب في العيش أصح. وأقبلت قلة متزايدة على "العيشة الطبيعية": فلا مشدات، ولا خدم، ومزيد من الحياة في الهواء الطلق، وهروب من المدن إلى الريف كلما أمكن. كتب آرثر ينج يقول "كل من يملك بيتاً في الريف يهرع إليه، ومن لا يملك يزور من يملك. والثورة التي قلبت آداب السلوك الفرنسية هي ولا ريب من أفضل الملامح التي أخذوها عن إنجلترا. وقد زاد ادخالها يسراً سحر مؤلفات روسو"(٤٠). غير أن الكثير من هذا "الرجوع إلى الطبيعة" كان كلاماً أو عاطفة أكثر منه عملاً أو واقعاً، وظلت الحياة في باريس تجري في سباق مجنون مع الحفلات الموسيقية، والأوبرات، والتمثيليات، وسباقات الخيل، ورياضات الماء، وألعاب الورق، والرقص، والحفلات الراقصة، والدردشة، والصالونات.
[٣ - الصالونات]
Salonniéres
جملت النساء الفرنسيات اضمحلال الإقطاعية لا بمفاتن أشخاصهن وأزيائهن فحسب، بل بقدرتهن التي لا تبارى على جعل المجتمع الفرنسي جزءاً حيوياً من الحياة الفكرية للأمة، لا مجرد اجتماعات للثرثرة والقيل والقال. كتب جبون بعد أن وصل في ١٧٧٧ ما انقطع بينه وبين صالونات باريس يقول: