للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكنه آثر مشاهدة الحياة اليومية والأساطير "وفيها يستطيع أن يبرز الرؤوس الضخمة والصور المتألقة التي كان قد رآها في أروقة البيوت في أنتورب مثل لوحة "الملك يحتسي الخمر (٥) "، أو أفضل منها لوحة "قصة الخصب (٦) "، وهنا، وسط الفاكهة (التي رسمها سنيدرز صديق جاكوب) والفراشات تروعنا فتاة فتاة عارية فاتنة، تشاهد من مسقط خلفي فقط، ولكنها في كل نضارة الشباب ورشاقته، ترى أين عثر جوردانز على نموذج لهيفاء مثل هذه في الفلاندرز على عهد روينز؟

[٣ - روبنز]

١٥٧٧ - ١٦٤٠

ولد أعظم المصورين الفلمنكيين في ١٥٧٧، من سلسلة طويلة من رجال أعمال موفقين، وتابع هو السلسلة. ودرس أبوه، جان روبنز، القانون في بادوا، وتزوج من ماريا بيبلنكس. وانتخب عضواً في المجلس التشريعي في أنتورب وهو في سن الحادية والثلاثين وأتهم البروتستانتية فاستبعد بالذات من العفو العام الذي صدر ١٥٧٤، وهرب مع زوجته وأطفاله الأربعة إلى كولين، وهناك اختارته مستشاراً قانونياً، آن السكسونية (زوجة وليم أورانج التي افترقت عنه)، وارتكب معها الفحشاء، فأودعه الأمير السجن في ولنبرج ولكن ماريا غفرت لزوجها زلته وبعثت إليه برسائل رقيقة مؤثرة (١)،


(١) مثال ذلك: زوجي العزيز الحبيب، إن خطاباً منك … أثلج صدري، لأني علمت منه أنك راض عن صفحي عنك، ولم يدر بخلدي قط أنك اعتقدت أن هناك أية عقبة تحول دون ذلك من جانبي، والحق أني لم أعتد شيء من هذا. وكيف يطاوعني قلبي أن أغضب عليك في هذه المحنة، في الوقت الذي أضحى فيه بحياتي لأنقذك؟ … وكيف تنجح أية كراهية مريرة، بمثل هذه السرعة في القضاء على حبنا العميق، حتى تجعل من المستحيل أن أغفر لك هذه الخطيئة اليسيرة التي ارتكبتها ضدي، على حين أنه يجدر بي أن أدعوا الله أن يغفر لي الخطايا الجسام الكثيرة التي اقترفتها ضده في كل حين (٧).