وكان لدى الإسكندر أسباب كثيرة للفخر بالابن الذي أصبح الآن أكبر أبنائه، فقد كان سيزاري أشقر شعر الرأس واللحية، كما يريد كثير من الإيطاليين أن يكونوا، حاد البصر، فاره الطول، معتدل القامة، قوي البنية، ثابت الجنان لا يعرف الخوف له سبيلاً إلى قلبه. ويقال عنه، كما يقال عن ليونادرو إنه لا يستطيع أن يلوي حذاء فرس بيده العارية. وكان يمتطي صهوة الجياد الجامحة التي كان يجمعها لأسطبله. وكان يخرج إلى الصيد بتلهف الكلب الذي شم رائحة الدم. وقد أدهش جماعة من الناس في أثناء عيد روما حين قطع رأس ثور في مصارعة للثيران في أحد ميادين روما بضربة واحدة من يمينه. وفي اليوم الثاني في شهر يناير سنة ١٥٠٢، ركب إلى حلبة مصارعة للثيران نظمها هو في ميدان سان بيترو، ومعه تسعة غيره من الأسبان، وهاجم بمفرده وبيده حربته ثوراً من اثنين هما أشد الثيران وحشية أطلقا في الحلبة؛ فقد نزل عن جواده وأخذ يصارعه راجلاً بعض الوقت، حتى إذا أثبت ما يكفي من بسالته ومهارته ترك الحلبة إلى المحترفين (٥٤). وقد أدخل هذا الصراع إلى رومانيا Romagna كما أدخله إلى روما؛ ولكنه رد إلى أسبانيا بعد أن قتل فيه عدد من المصارعين الهواة.
ونحن إذا ما صورناه في صورة وحش ضار أخطأنا في هذا التصوير أشد الخطأ؛ وقد وصفه أحد معاصريه بأنه:"شاب عظيم النشاط إلى حد لا يضارعه أحد فيه، وذو استعداد ممتاز، بشوش، بل قل مرح، عالي الهمة على الدوام"(٥٥). ووصفه آخر بقوله إنه "يفوق أخاه دوق