أولعت إنجلترا بالموسيقى الرائعة، ولكنها عجزت عن إنجابها.
لقد تكاثر تذوقها. ففي اللوحة التي رسمها زوفاني "أسرتا كوبر وجور" نرى الدور الذي لعبته الموسيقى في البيوت الراقية. ونسمع عن مئات المغنين والعازفين الذين جمعوا معاً لحفلة تخليد ذكرى هندل في ١٧٨٤. وقد أعلنت "المورننج كرونكل" في عدد ٣٠ ديسمبر ١٧٩٠ إعلاناً للشهور التالية عن سلسلة من "حفلات موسيقية يؤديها المحترفون"، وسلسلة أخرى من "حفلات للموسيقى القديمة"، و "حفلات موسيقية للسيدات المتبرعات" في أمسيات الآحاد، وعن أوراتوريوات مرتين في الأسبوع، وست حفلات للموسيقى السمفونية يقودها المؤلف بشخصه-جوزف هايدن (١). وهذا ينافس ثروة لندن الموسيقية اليوم. وكما أن البندقية ألفت من اليتامى فرقاً للإنشاد، فكذلك كان "أطفال المبرة" في كتدرائية القديس بولس يحيون حفلات موسيقية سنوية كتب هايدن عنها يقول:
"لم تؤثر في أي موسيقى أخرى في حياتي هذا لتأثير الشديد"(٢)، وكانت الحفلات الموسيقية والأوبرات الخفيفة تقدم في قاعة رانيلاج وفي حدائق ماريلبون. وقدمت اثنتا عشرة جمعية من هواة الموسيقيين حفلات عامة. وذاع حب الإنجليز للموسيقى ذيوعاً اجتذب الكثير من العازفين