للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكتب رداً على تعريض أحد الخصوم به: "أشهد الله أنه في كل تلك الأماكن التي لا تليق فيها الرذيلة إلا أيسر الاستنكار والتثبيط، وترتكب في أقل خجل وأيسره، لم أحد أنا قط عن جادة الفضيلة والنزاهة (٣٢) ". وبتذكر كيف امتدح النقاد الإيطاليون شعره:

وهكذا بدأت أوافق كل الموافقة على ما ذكره هؤلاء النقاد الإيطاليون أو يقول نفر من أصدقائي هنا في بلدي، كما استمع بنفس القوة إلى اسحثاث داخلي ينمو بين جوانجي كل يوم، من أنه بالعمل الجاد والانكباب على الدرس (وهذا ما اعتبره قدري في هذه الحياة) بالإضافة إلى الميل الطبيعي، بهذا كله يمكن أن أخلف شيئاً مكتوباً للأجيال القادمة، وقد لا يرتضون أن يفنى (بل يبقى ويخلد على الزمن) (٣٣).

وبدأ ملتون الآن يخطط لملحمة تخلد ذكر وطنه وعقيدته، وتخلد اسمه على مر القرون. وكان لزاماً أن تمضي عشرون سنة قبل أن يتمكن من البدء فيها، وتسع وعشرون سنة قبل أن يتمكن من نشرها. وفيما بين فترتي نظمه الشعر: الفترة الأولى (١٦٣٠ - ١٦٤٠) والثانية (١٦٥٨ - ١٦٦٨)، لعب دوراً في الثورة الكبرى، وسخر قلمه للحرب والنشر.

[٣ - المصلح]

١٦٤٠ - ١٦٤٢

في ١٦٣٩ استأجر ملتون مسكناً لرجل أعزب في "سانت بريد تشير شيارد" في لندن، حيث تولى التدريس لأبناء أخته. وبعد سنة واحدة انتقل معهم إلى أولد رزجيت ستريت"، وهناك (١٦٤٣) أستقبل عددا آخر من التلاميذ بين سن العشرة إلى سن السادسة عشرة آواهم وعلمهم، وحصل من ذلك على دخل متواضع يكمل به المبلغ الذي خصصه له والده. وفي كتاب إلى "مستر هارتلب (١٦٤٤) صاغ ملتون آراءه في التعليم. فأتى لهذه اللفظة بتعريف قوي رائع: "أقول أن التعليم التام الواسع هو الذي يعد الإنسان لينهض، بحق ومهارة ورحابة صدر، بكل مهامه الخاصة