تكاد الآداب اليهودية التي وصلت إلينا من ذلك العصر تكون كلها آداباً دينية. ذلك أنه قد بدا لليهودي المتمسّك بدينه أن من الخطأ أن يكتب في الفلسفة أو الأدب إلا إذا كان الغرض النهائي من هذه الكتابة أن يحمد الله ويُمجّد الشريعة؛ كما كان يبدو له أن صنع التماثيل للإله إثم كبير وأن تزيين الهياكل بالفنون التشكيلية امتهان لها وانتهاك لحرمتها. ولا حاجة إلى القول بأن هناك بعض حالات استثنيت من هذا التحريم قد تكون قصة سوزانة الطريفة مثلاً لها. وخلاصة هذه القصة أن كبيرَين تنقصهما المعرفة التامة اتهمها زوراً فتاة يهودية جميلة بسوء السيرة، وأنها برئت بفضل براعة شاب يدعى دانيال في مناقشة الشهود، وقد وجدت هذه القصة طريقها إلى بعض طبعات سفر دانيال.
وقد يكون سفر يشوع بن سيراخ الذي نسميه سفر الحكمة مما كتب في ذلك العهد المتأخر، وهو واحد من أسفار كثيرة تسمى الأبوكريفا - أي "الخفية" أو غير الموثوق بها والتي لا يعترف اليهود بها ضمن أسفار العهد القديم المنزلة. وهي ملآى بالجمال والحكمة، ومن أجل هذا فهي غير جديرة بأن تُطرد من صحبة سفر الشريعة وسفر أيوب. ونجد في إصحاحاتها الأربعة والعشرين ما نجده في الإصحاح الثامن من سفر الأمثال عن عقيدة الكلمة المجسّدة:"الرب قناني أول طريقة من قبل أعماله منذ القدم: منذ الأزل مسحت، منذ البدء منذ أوائل الأرض". وبين عامي ١٣٠ ق. م، ٤٠ م نشر يهودي إسكندري - أو عدد من اليهود الهلنستيين - سفر أمثال سليمان، وهو سفر يحاول، كما حاول فيلو، أن يوفق بين اليهودية والأفلاطونية، ويهيب باليهود الذين ينادون بالاندماج في الثقافة اليونانية