وخنوع الحاشية الذين صورهم ينظرون إلى لويس لا إلى المذبح في كنيسة فرساي؛ ولكنه حرص على أن يقدم للملك باقات زهر يتقي بها غضبه (١٠٣). وفي فقرة واحدة على الأقل أزاح الحذر جانباً وتسامى في جرأة ليصف درك البهيمية الذي تردى فيه فلاحو فرنسا من جراء حروب الحكم وضرائبه. يقول:"انتشرت في أرجاء الريف حيوانات ضارية، ذكور وإناث، سوداء، ممتقعة، أحرقتها الشمس تماماً، والتصقت بالأرض التي تحفرها وتقلبها في إصرار لا يقهر، ولها ما يشبه الصوت المنطوق، فإذا انتصبت على قوائمها بدت في سحنة البش، والواقع أنها فاس من الناس (١٠٤) ".
وما زالت هذه الصفحة من أبلغ ما كتب في عصر فرنسا الكلاسيكي.
[١٠ - مزيد من الأدباء]
هل نحشد الآن بغير نظام، بعد أن أصابنا الإعياء، في ملحق هياب بعض الخالدين الذين بدئوا يموتون؟
هناك جان شابلان، الذي أعان على تنظيم الأكاديمية الفرنسية، واعتبر في زمانه (١٥٩٥ - ١٦٧٤) أشعر شعراء فرنسا. وهناك جان باتيست روسو، الذي كتب شعراً ينسى، ولكنه كتب أيضاً إبجرامات مقذعة جرت عليه النفي من فرنسا (١٧١٢) عقاباً على تشهيره بالأشخاص. وقد كتب معظم النبلاء الذين اشتغلوا بالسياسة مذكرات، فرأينا مذكرات دريتز ولاروشفوكو، وسنرى في موضع لاحق مذكرات سان-سيمون. ويلي أولئك مرتبة تلك المجلدات الثلاثة التي سجلت فيها مدام دموتفيل بتواضع خلاب وقائع سنيها الاثنتين والعشرين التي قضتها في بلاط آن النمساوية. ونلاحظ أنها وافقت لاروشفوكو على رأيه إذ كتبت "إن تجربتي القاسية في صداقة البشر الزائفة أكرهتني على الإيمان بأنه ليس في الدنيا شيء أندر من الأمانة والاستقامة، أو من