للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القلب الطيب القادر على عرفان الجميل (١٠٥) ". لقد كانت هي هذا الإنسان النادر الوجود.

وقد حقق روجيه درابوتان، كونت بوسي، نجاحاً في دنيا الفضائح بكتابه "تاريخ غراميات الغاليين" (١٦٦٥) الذي وصف غراميات معاصريه مستخفية وراء قدامى الغاليين. وغضب الملك لكونه سخر فيها من مدام هنربيتا، فزج به في الباستيل، ثم أفرج عنه بعد سنة شريطة أن يعتكف في ضيعته، وهناك ألف "مذكراته" النابضة بالحياة، والغيظ يبريه إلى نهاية حياته. وأقل من هذا الكتاب جدارة بالتصديق كتاب "الأقاصيص" الذي رسم فيه تالمان دي ريو صوراً موجزة خبيثة لشخصيات شهيرة في الأدب أو الغرام. وقد جاهد كلود فلوري، بكتابه الأمين "التاريخ الكنسي" (١٦٩١)، وسباستبان تيلمون بكتابه "تاريخ الأباطرة" (١٦٩٠ وما بعدها)، وكتابه "مذكرات ينتفع بها في التاريخ الكنسي للقرون الستة الأولى" (١٦٩٣) ذي الستة عشر مجلداً-هذان جاهدا في معاناة، ودون وعي منهما، ليمهدا الطريق وينقياه لكتاب جيبون "اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها" (١٧٧٦ وما بعدها).

ثم هناك أخيراً شارل دماركتيل شريف سانت-افريمون الذي كان ألطف تلك "العقول القوية" التي صدت الكاثوليك والهيجونوت، واليسوعيين والجانسيين على السواء، بالتشكك في التعاليم الأساسية لإيمانهم المشترك. وكانت حياته العسكرية الحافلة بالمغامرات تقوده إلى عصى المارشالية حين غضب عليه الملك لأنه كان صديقاً لفوكيه وناقداً لمازاران. فلما نمى إليه أن قد تقرر القبض عليه فر إلى هولندا، ثم إلى إنجلترا (١٦٦٢). وقد جعلته عاداته المهذبة وذكاؤه الشكاك أثيراً في صالون هورتنزي مانشيني بلندن، وفي بلاط تشالز الثاني. وكان كالماريشال دوكنكور، في واحد من أكثر حواراته مرحاً (١٠٦)، يحب الحرب أولاً، ثم النساء، ثم الفلسفة. وإذ رشف كل المباهج التي في مونتيني، ودرس أبيقور مع جاسندي، فقد