يقول ماريوس المعروف بدقته إن القانون كله يتعلق إما بالأشخاص، وإما بالملك، وإما بالمرافعات (٣). وكانت لفظ Persona في أول الأمر تعني قناع الممثل، ثم صار معناها بعدئذ العمل الذي يقوم به الإنسان في الحياة، ثم بات معناها آخر الأمر الشخص نفسه- وكأنما قصد بهذا التطور أننا لا نستطيع أن نعرف شخصاً ما، بل كل الذي نعرفه هو ما يقوم به من أعمال، أو ما يلبسه من قناع أو أقنعة.
وكان الشخص الأول في القانون الروماني هو المواطن؛ وكان تعريفه عندهم هو أنه الشخص الذي ضم إلى إحدى القبائل الرومانية بحكم المولد أو التبني، أو العتق، أو المنحة من قبل الحكومة. وكان الذي ينطبق عليهم هذا التعريف ينقسمون ثلاث درجات:(١) المواطنين الكاملين الذين يتمتعون بالحقوق الأربعة: حق الاقتراع (Ius Suffrag () ، وحق التوظف (Ius Honorum) ، وحق الزواج من حرة بمولدها Ius Conub (، وحق الدخول في تعاقد تجاري يحميه القانون الروماني (Ius Commerc () . (٢)" المواطنين الذين لا حق لهم في الاقتراع" وهم الذين يتمتعون بحق الزواج والتعاقد، ولكنهم لا حق لهم في الاقتراع، ولا في تولي المناصب. (٣) المعاتيق الذين يتمتعون بحقي الاقتراع والتعاقد ولكنهم لا حق لهم في الزواج بحرة أو في تولي المناصب. وكان للمواطن الكامل المواطنية، فضلاً عن حقوقه السالفة الذكر، حقوق يضمنها له القانون الشخصي ولا يشاركه فيها سواه؛ كحق الأب على أبنائه (Patria Potestas) ، والزوج على زوجته (Manus) ، والمالك في ملكه ومنه عبيده (Dominium) ،