عنه، أثار استغراب الجميع، لأن الملك اعتبره مراهقاً غير مسئول تمرّد، وأنه يكتب الفرنسية بامتياز. وتجنّبه كل أهل باريس وراحوا يحبكون التوريات (جمع تورية) والكنايات (جمع كناية) حول اسمه. وكتب كونستانت إلى مدام ريكامييه يُسامحها لأنها:"دمرت مجال عملي ومستقبلي وسمعتي وسعادتي".
وفي أكتوبر غادر قاصداً بروكسل حيث التحق بشارلوت الصبورة، وفي أوائل سنة ١٨١٦ عبرا معاً إلى انجلترا حيث كانت روايته أدولف قد نشرت. وفي سبتمبر عاد مع زوجته إلى باريس، واشتغل بالسياسة وبدأ مرحلة جديدة من عمره.
٤ - شاتوبريان CHATEAUBRIAND: ١٧٦٨ - ١٨١٥ م
٤/ ١ - شبابه
كان فرانسوا رينيه دي شاتوبريان أعظم كتاب فرنسا المعاصرين له. قال سانت بيف Sainte-Beuve في سنة:١٨٤٩ "أنه الأكثر شهرة بين كتابنا المعاصرين" وثمة لؤلؤة كبيرة (دانة) أخرى من لآلئ الأدب هو إميل فاج Emile Faguet، كتب في سنة ١٨٨٧ (ناسيا فولتير): "شاتوبريان هو أعظم مَعْلم في تاريخ الأدب الفرنسي منذ بلياد" Peliade (حوالي ١٥٥٠)، ومن المؤكد أن سيادته للأدب الفرنسي لا تضارعها إلاّ سيادة فولتير. وترجع مكانة شاتوبريان أنه انتصر للدين على حساب الفلسفة تماما كما انتصر فولتير للفلسفة على حساب الدين، وقد عاش عمراً طويلاً يكفي لِيَرَ الكفر بالدين يُبعث من جديد. وعلى هذا فإن اتجاهاً ما رغم أنه يلقى ترحاباً في وقت من الأوقات تقل الحماسة له بمرور الوقت، ليولد من رَحِمِه اتجاه آخر مناهض له عبر الأجيال، خلال المعركة الدائرة في نفوس البشر بين الفكرة ونقيضها بحيث لا يكون للاعتدال (الموقف الوسط) وجود.
لقد كتب:"إن حياتي والدراما تنقسم إلى ثلاثة فصول (أو مشاهد). من شبابي الباكر حتى سنة ١٨٠٠ كنت جندياً ورحالة، ومن ١٨٠٠ حتى ١٨١٤ في ظل الحكومة القنصلية والإمبراطورية، كرّست حياتي للأدب والفكر، ومنذ عودة الملكية حتى اليوم [١٨٣٣] اشتغلت بالسياسة".
وثمة فصل رابع غائر (١٨٣٤ - ١٨٤٨) كان على بطلنا الثلاثي