ملتمساتها. مثال ذلك أن السنتين ١٧٦٧ - ٦٨ شهدتا اضطرابات للملاحين والنساجين وصانعي القبعات والخياطين وطاحني الزجاج؛ وصاحب العديد من هذه الاضطرابات العمالية عنف مسلح من الطرفين (٣٤). وقد أجمل آدم سمث النتائج حتى ١٧٧٦:
"ليس من العسير أن نتكهن بانتظار أحد الفريقين حتماً" في النزاع في جميع الظروف العادية، وإكراهه الفريق الآخر على الامتثال لشروطه، فأرباب الأعمال يستطيعون لقلة عددهم أن يتكتلوا بأسهل كثيراً من العمال، والقانون … لا يحرم تجمعاتهم، في حين يحرم تجمعات العمال. وليس لدينا قوانين برلمانية تمنع التكتل لخفض أجور العمال، ولكن القوانين الكثيرة تمنع التكتل لرفعها. وفي جميع هذه النزاعات يستطيع أصحاب المصانع الصمود زمناً أطول بكثير … وكثير من العمال لا يستطيعون العيش وهم متعطلون ولو أسبوعاً واحداً، وقليلون يستطيعونه شهراً وندر من يستطيعونه سنة" (٣٥).
وأنفذ أصحاب العمل مشيئتهم سواء في المصانع أو في البرلمان؛ ففي ١٧٩٩ قضى مجلس العموم بعدم شرعية أي اتحادات ترمي إلى الحصول على أجور أعلى أو إلى تغيير ساعات العمل، أو إلى إنقاص كمية العمل المطلوبة من العمال. ويعاقب العمال الداخلون في تكتلات كهذه بالسجن ويؤمن المبلغون عن هؤلاء العمال (٣٦).
[٤ - عواقبها]
كانت نتائج الثورة الصناعية هي تقريباً كل شيء تلاها في إنجلترا إذا استثنينا الأدب والفن؛ وليس في الاستطاعة إيفاء هذه النتائج حقها من الوصف إلا إذا كتبنا تاريخاً للقرنين الأخيرين. على أننا يجب أن نلفت النظر ولو إلى القمم البارزة لعملية التغير المستمرة والتي لم تنته بعد.
١ - تغير الصناعة نفسها بتكاثر المخترعات والآلات-وهي عملية من الكثرة بحيث تختلف طرائقنا الحاضرة في إنتاج السلع وتوزيعها عن