الذي يسلق الناس بألسنة حداد من أجل طبيعتهم الشهوانية
وهو لا يصدق نفسه، حطمن الأنف
حطمنها، وأكسرن قصبتها تماماً،
ولتدعن دعاة الحرب المتبجحين الذين ليس فيهم أثر لجراح
ينقلوا عنكم الأمراض الموجعة. اصببن العذاب على الجميع
حتى يقهر ويقمع نشاطكن
مصدر كل بناء وتعمير- ثمة مزيد من الذهب
هل تردن إدانة آخرين، فلتنصب اللعنة عليكن (١٨)
وفي سورة الكراهية يأمر تيمون الطبيعة أن تكف عن النسل، ويأمل أن تتكاثر الوحوش الضارية لتستأصل الجنس البشري، إن هذا الإسراف في بعض البشر يجعله يبدو غير حقيقي، ولا يمكن أن نصدق أن شكسبير قد أحس بهذا التشامخ السخيف على الخاطئين، وبأنه غير مؤهل بمثل هذا الجبن لمتاع الحياة الدنيا. إن مثل هذه المبالغة في تقدير توافه الأمور لتوحي بأن الداء قد عالج نفسه بنفسه، وأن شكسبير لا بد ستعود إليه الابتسامة سريعاً.
[٤ - براعة شكسبير الفنية]
كيف تسنى لامرئ لم يتلق من العلم إلا أقله أن يخرج على الناس بروايات تعددت وتنوعت فيها ألوان المعرفة المكتسبة بالإطلاع والدرس؟ ولكنها لم تكن حقاً معرفة على هذا النحو. ولم تكن شاملة أو واسعة في أي من حقولها اللهم إلا في علم النفس. ولم يكن شكسبير يعرف من الكتاب المقدس إلا ما أتاحت له دراسته في صباه أن يطالعه، وكانت مراجعاته وإشاراته إلى الكتاب المقدس عادية. وجاء علمه بالآداب القديمة اليونانية واللاتينية