للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصادفة عن غير قصد، ودون إتقان أو تعمق، وواضح أنه كان مقصوراً على المترجمات. وعرف معظم المعبودات الوثنية، حتى أقلها شأناً وأكثرها خلاعة، وربما استقى هذه المعرفة من الترجمة الإنجليزية أوفيد Metamorphoses ووقع في أخطاء صغيرة، ما كان بيكون مثلاً ليقع فيها، من ذلك أنه قال عن تيسيوس بأنه "دوق" وجعل هيكتور من القرن الحادي عشر قبل الميلاد يشير إلى أرسطو في القرن الثالث ق. م. (١٩) وأجاز لأحد أشخاص رواية كوريولانوس (٢٠) (القرن الخامس ق. م. أن يقتبس من كاتو (من القرن الأول).

وكان على إلمام يسير بالفرنسية، وأقل منه بالإيطالية، وله بعض إلمام بالجغرافية، فزود رواياته ببعض أماكن ومواقع دخيلة من إسكتلندة إلى إفسس، ولكنه خلع على بوهيميا شاطئاً على البحر (١). وأرسل فالنتين من نيرونا إلى ميلان بحراً (٢٣)، وبرسبيرو من ميلان في قارب عابر للمحيط (٢٤). وأخذ معظم ما عرف من التاريخ الروماني عن بلوتارك، ومعظم ما عرف من التاريخ الإنجليزي عن هولنشد وعن روايات قديمة، ولم يقدر للزلات التاريخية أية أهمية للكاتب المسرحي، فوضع ساعة الحائط في روما على عهد قيصر، والبليارد في مصر على عهد كليوبطرة. وكتب "الملك جون" دون ذكر للعهد الأعظم (ماجنا كارتا)، و"هنري الثامن" دون التعرض للإصلاح الديني، ومن ثم نرى من جديد أن الماضي يتغير مع كل حاضر. ومن ناحية الإيجاز والعرض العام نجد أن مسرحياته التاريخية الإنجليزية صحيحة من وجهة نظرنا السائدة، أما من حيث التفصيل فهي غير جديرة بالثقة، وهي تصطبغ، من وجهة نظرنا، بصبغة وطنية-فان جان دارك في رأي شكسبير ساحرة داعرة، وعلى الرغم من هذا كله، اعترف بعض الإنجليز مثل القائد مارلوبور بأنه استقى معظم معلوماته عن التاريخ الإنجليزي من روايات شكسبير.

واستخدم شكسبير-مثل غيره من كتاب المسرح في عهد إليزابث، كثيراً


(١) انقض بن جونسون على هذا في أحاديثه مع درومند في هوئورندل (٢١)، ونقله شكسبير عن قصة لروبرت جرين؛ وهو متخرج من الجامعة؛ فتحت حكم أوتوكار الثاني (١٢٥٣ - ٧٨) مات بوهينا سلطان شواطئ الأدرياتيك (٢٢).