للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمبراطورية، فلم تكن هناك دولة ألمانية مهمة تعترف بسلطانها أو سلطان البابا فكان لا بد من ظهور شكل جديد من التعاون والنظام - وسط هذه الفوضى - يلقى القبول، وقد أخذ نابليون على عاتقه مواجهة هذا التحدي.

٢ - كونفدرالية الراين: عام ١٨٠٦ م

THE CONFEDERATION OF THE RHINE

كان نهر الراين العظيم كمتحف للمناظر الخلابة الرائعة، والذكريات التاريخية التي خلدتها - في بعض الأحيان - الأعمال المعمارية. وكان بالإضافة إلى ذلك ذا فضل حيوي على الاقتصاد؛ يروي التربة الصالحة للزراعة، ويربط كل مدينة يمر بها بالكثير من المدن الأخرى التي تضارعها ثقافة وتجارة، وفقد النظام الإقطاعي أنيابه وأساليبه مع توطن التجارة والصناعة على جانب النهر. لكن هذا الازدهار المنساب كانت تفسده أربع قضايا: كسل الحكام وانغماسهم في الملذات، شيوع الرشوة بين الجهاز الإداري، تركز الثروة بشكل حاد، تمزق أو تفتّت عسكري يحرض الغزاة على الغزو.

وقد فتح الطريق إلى التنظيم الجديد لدول الراين بوعد قدمته كل من فرنسا والنمسا لتعويض ذوي الحيثية الألمان الذين فقدوا ممتلكاتهم بسبب اعتراف النمسا بالسيادة الفرنسية على غرب الراين - تعويضهم بممتلكات جديدة، وأدى تذمر الذين نزعت ملكيتهم واعتراضهم على ما عُوضوا به إلى انعقاد مؤتمر رشتات Rastatt بين فرنسا والنمسا (١٦ ديسمبر ١٧٩٧)، واقترح بعض الأمراء من غير أولي المصلحة ضرورة تحويل الولايات (الإمارات) الإكليريكية ecclesiastic إلى ولايات (أو إمارات) علمانية، وبتعبير أوضح تحويلها من حكم الأساقفة إلى حكم سواد الناس (غير الإكليريك)، ولم يكن المؤتمر قادرا على الموافقة على هذا الاقتراح فأحال الأمر للدايت Diet التالي للإمبراطورية الرومانية المقدسة.

وظل الأمر معطلاً معلقاً حتى عاد نابليون من مصر وأحكم القبضة على السلطة في فرنسا وهزم النمسا في معركة مارينجو Marengo، وعقد اتفاقاً معها (النمسا) وبروسيا وروسيا أصدر بمقتضاه الدايت الإمبراطوري في ٢٥ فبراير ١٨٠٣ مرسوما شاملا يحدد خريطة غرب ألمانيا ونظم الحكم فيها وهو المرسوم الذي يطلق عليه بالألمانية Reichsdeputationshauptschluss وبناء