انتقل فن الخزف إلى النحت عن طريق الصلصال المحروق-من نقوش بارزة، وتماثيل صغيرة، ولعب، ومحاكاة للفاكهة والعنب والسمك-حتى وصل آخر الأمر إلى تماثيل بالحجم الطبيعي. وقد وجد الشيء الكثير من هذه في خرائب بمبي. وكانت قواصر الهياكل وطنفها تزينها نقوش تمثل سعف النخل ومثقفات وميازيب في صورة رؤوس حيوانات ونقوش بارزة. وكان اليونان يسخرون من هذه الحليات، وقد أصبحت في عهد الإمبراطورية من الطرز العتيقة، ولم يكن أغسطس ممن يحبون أن تزين القصور بالطين محروقاً كان أو غير محروق.
ولعل ذوقه الأتيكي هو الذي سما بفني النقش والنحت حتى بلغا من الروعة في رومة منزلة تضارع ما بلغته أحسن النقوش والتماثيل في البلاد التي امتدت إليها الحضارة اليونانية؛ فقد ظل الفنانون في رومة جيلاً ينحتون الفساقي، وشواهد القبور، والعقود، والمذابح نحتاً تبدو فيه رقة الشعور، ودقة العمل، وروعة الشكل، وهدوؤه، كما يبدو فيه قدر من التشكيل ومراعاة المنظور يرفع النقوش الرومانية إلى مستوى الآيات الفنية العالمية.
أما النحت فحسبنا أن نقول فيه إن مجلس الشيوخ احتفل بعودة أغسطس إلى رومة في عام ١٣ ق. م بعد أن أعاد السلام إلى أسبانيا وغالة بأن أمر بإقامة "مذبح السلم الأغسطية Ara Pacis Augustae" في ميدان المريخ. وهذا المذبح أفخم ما بقي من أعمال النحت في رومة، ولعل شكل مأخوذ عن مذبح برجموم Pergamum، ولعل فكرته مأخوذة عن طنف البارثنون المنقوش. وقد أقيم المذبح على مرتفع قليل في مساحة مسورة شيد بعض أسوارها