للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من المرمر المنقوش. وكل ما بقي ن هذا الهيكل قطع من هذه الأسوار (١). وتمثل إحداها تلس Tellus- الأم الأرض-وبين ذراعيها طفلان، وإلى جانبها ينمو الحب والزهر، وعند قدميها ترقد حيوانات وادعة راضية. وتلك هي المبادئ الرئيسية التي قامت عليها إصلاحات أغسطس: عودة السرة إلى أحضان والديها، وعودة الأمة إلى الزراعة، وعودة الإمبراطورية إلى السلم. والرسم الأوسط لا يكاد يفوقه رسم آخر مهما عظم، والحق أن فيما جمعه من الأمومة الناضجة، والجمال الأنثوي، ورقة القلب، ورشاقة الشكل، لكمالاً ورقة لا ترقى إليهما آلهات البارثنون الفخمة العظيمة. "وكان لطنف السور الخارجي بروز سفلي ذو درج مسنفة (٢)، أو منقوش عليها تويجات الفاوانيا والخشخاش العريضة، وعناقيد كبيرة من ثمار اللبلاب. وهذه أيضاً نجد لها نظيراً في غير هذه التحفة الفنية. وعلى بروز آخر نقش موكبان يتحركان في اتجاهين متضادين ليلتقيا أمام مذبح آلهة السلام. وفي هذه المجموعات صور هادئة وقورة لعلها صور أغسطس وليفيا والأسرة الإمبراطورية، ومعها عدد من النبلاء والكهنة والعذارى الفستية والأطفال. وصور الأطفال واقعية جذابة تستلفت النظر بحيائها وطهرها. ومن بينها طفل رضيع يحبو كأنه لا يجد لذة في هذا الاحتفال، وآخر وهو ولد يفخر بما بلغه من العمر، وطفلة صغيرة بيدها طاقة زهر، وأخرى تؤنبها أمها على عمل خبيث ومن ذلك الحين بدأ الأطفال يكون لهم شأن متزايد في الفن الإيطالي؛ ولكن فن النحت الروماني لم يصل في يوم من الأيام إلى ما وصل


(١) وقد كانت أكبر هذه القطع إلى عهد قريب في متحف الترمي Muses Dell Terme برومة، وبعضها في قصر الفاتيكان، وفي معرض الأفيزي Uuffizi Gallery في فلورنس، وفي متحف اللوفر.
(٢) السنف ضرب من زخرفة البناء يكون على صورة أوراق نبات السنف، وأكثر ما يرى على قمم تيجان الأعمدة الكورنثية والرومانية والبيزنطية والأبنية في العصور الوسطى. (المترجم)