للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل السابع

[المدنية]

أصبحت رومه في عام ٢٠٢ ق. م من كبريات المدن الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، بفضل ما كان يدخل خزائنها من الضرائب والغرامات التي تفرضها على أعدائها، وبفضل من كان يفد إليها من الخلائق ليسكنوا فيها.

وقد سجل فيها الإحصاء الذي أجرى في عام ٢٣٤ قبل الميلاد ٢٧٠. ٧١٣ من المواطنين- أي من الذكور الراشدين الأحرار. ثم نقص هذا العدد نقصاً فجائياً خلال الحرب الكبرى، ولكنه ارتفع في عام ١٨٩ إلى ٢٥٨. ٣١٨ والى ٣٢٢. ٠٠٠ في عام ١٤٧، وفي وسعنا أن نقدر سكان دولة المدينة في عام ١٨٩ ق. م بما يقرب من ١. ١٠٠. ٠٠٠، ولربما كان ٢٧٥. ٠٠٠ من هؤلاء يسكنون داخل أسوار رومه. وكان في إيطاليا جنوب الروبيكون Rubicon نحو ٥. ٠٠٠. ٠٠٠ من السكان (٦٧). وكانت الهجرة وامتصاص الشعوب المغلوبة، وتدفق السكان، وتحرير الأرقاء ومنحهم الحقوق السياسية- كانت هذه العوامل كلها قد أخذت تحدث في رومه تلك التغيرات العبقرية التي جعلتها في عهد نيرون نيويورك الزمن القديم، نصف سكانها من البلاد الأصليين والنصف الآخر خليط من كافة الأجناس.

وكان في المدينة شارعان رئيسيان متقاطعان يقسمانها إلى أحياء منفصلة، لكل منها موظفوه الإداريون وأربابه الواقون. وقد شيدت إلى آلهة ملتقى الطرق Lares Compitales معابد عند ملتقى الطرق الهامة وأقيمت لها تماثيل عند ملتقى الطرق الأقل من هذه أهمية- وهي عادة لطيفة لا تزال متبعة في