نظم سليم العبوس نفسه قصائد من الشعر المقفى، وورث ابنه سليمان القانوني ديواناً ملكياً ضم قصائده المجموعة، مثل ما ورثه إمبراطورية تمتد من الفرات إلى الدانوب والنيل، وإنك لترى أثنى عشر من السلاطين وكثيراً من الأمراء، من بينهم الأمير جم الذي أجزل أخوه بايزيد الثاني العطاء لملوك المسيحية وبابواتها ليحتجزوا الأمير في معتقل لائق، نقول إنك لترى هؤلاء السلاطين والأمراء بين ٢٢٠٠ شاعر عثماني طبقت شهرتهم الآفاق في القرون الستة الأخيرة (٣٧). واقتبس معظم هؤلاء الشعراء من الفرس أشكال شعرهم وأفكاره، وفي بعض الأحيان لغته، وواصلوا، في معين من القصيد لا ينضب، تمجيد عظمة الله، وحكمة الشاة أو السلطان، وارتعاد شجرة السرو حسداً عندماً يقع نظرها على السيقان النحيلة الناصعة البياض للحبيبة. وقد ألفنا الآن نحن في الغرب هذه المفاتن إلى حد أننا لم نعد نهتز لهذه التشبيهات الهائلة. ولكن "الأتراك الفظعاء" الذين كانت نساؤهم متدثرات من الأنف إلى أخمص القدم بشكل كله إغراء، اهتزوا إلى الأعماق بهذه الإيحاءات الشعرية، وهذا الشعر الذي غيرت ترجمته من طبيعته، والذي لا يؤثر فينا شعرة، كان يحفزهم إلى التقي والورع وإلى تعدد الزوجات وإلى الحرب.
وإنا لنختار في خيال ساذج، من بين ألف من الموتى الخالدين، ثلاثة أسماء لا تزال غريبة غير مألوفة لدى المجتمعات المحلية في الغرب. من هؤلاء أحمدي، وهو من سيواس (المتوفى ١٤١٣) الذي نهل أول ما نهل من الأستاذ الفارسي النظامي، وقد كتب أحمدي "اسكندرنامة" أي كتاب الإسكندر، وهو ملحمة ضخمة في أسلوب قوي غير مصقول، لم تتناول