قصة غزو الفرس للإسكندر فحسب، ولكن تضمنت كذلك تاريخ الشرق الأدنى وديانته وعلومه وفلسفته من أقدم العصور إلى عهد بايزيد الأول. ويجدر بنا أن نكف عن الاقتباس لأن الترجمة الإنجليزية أشبه شيء بكابوس يجثم على الصدر. أما شعر أحمد باشا (المتوفى ١٤٩٦) فقد ابتهج به السلطان محمد الثاني إلى حد أنه عين الشاعر وزيراً له. ولكن الشاعر وقع في غرام خادم جميل من حاشية الإمبراطور الذي كان به مثل هذا الميل، فما كان منه إلا أن أمر بإعدام الشاعر وأرسل أحمد إلى مولاه قصيدة غنائية تفيض رقة، حتى أن محمداً وهبه الغلام، ولكنه نفى الاثنين إلى بروسه (٣٨). وهناك أوى أحمد إلى داره شاعراً شاباً قدر له في الحال أن يبزه، ونظم نجاتي (المتوفى ١٥٠٨)، وكان اسمه الحقيقي عيسى - نظم قصيدة غنائية مدح محمد الثاني، وربطها في عمامة صفى السلطان وزميله في لعبة الشطرنج، ودفع فضول محمد الثاني به إلى الوقوع في الشرك، وفض اللفيفة وقرأ القصيدة، واستدعى ناظمها وعينه موظفاً في القصر الملكي. وأبقاه بايزيد الثاني ناعماً بالحظوة والثراء. وكتب نجاتي الذي انتصر بشكل بطولي على الازدهار والنجاح، بعض القصائد الغنائية التي تستحق أعظم الثناء والتقدير في الأدب العثماني.
ومهما يكن من أمر، فإن فطاحل الشعر الإسلامي كانوا لا يزالون من الفرس. وكان بلاط حسين ببقرة في هراة يعج بالعنادل المغردة، حتى أن وزيره مير على شيرنواى شكا قائلاً:"لو انك مددت قدميك لرفست بهما ظهر شاعر". فرد عليه شاعراً آخر بقوله:"وكذلك تفعل أنت لو سحبتهما (٣٩) ". وكان مير على شير (المتوفى ١٥٠١)، إلى جانب معاونته في حكم خراسان، ورعايته للأدب والفن، وذيوع صيته في رسم المنمنات والتلحين - نقول كان شاعراً فحلاً، فكان ميسيناس وهوراس زمانه في وقت معاً. ومن فيض رعايته المستنيرة استمد العون والسلوى المصوران بهزاد