للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشاه مظفر، والموسيقيون قول محمود وشائقي نائي وحسين يودي، والشاعر الإسلامي الكبير في القرن الخامس عشر ملا نور الدين عبد الرحمن جامي (المتوفى ١٤٩٢).

ووجد جامي في حياته الطويلة الهادئة فسحة من الوقت ليكتسب شهرته عالماً ومتصوفاً وشاعراً. فشرح باعتباره من رجال الصوفية، في نثر رقيق، الفكرة الصوفية القديمة، وهي أن الاتحاد البهيج بين النفس البشرية وبين الحبيب، وهو الله سبحانه وتعالى، لا يتأتى إلا إذا أيقنت النفس أن الإنسان ليس غلا وهماً وسراباً، وأن كل الأشياء في الدنيا هي مجموع من الأشباح العبرة التي تتلاشى في ضباب الفناء. ومعظم قصائد جامي عبارة عن تصوف منظوم شعراً، ممزوج بشيء من الحسية الجذابة. ويقص علينا سلمان وأبسال حكاية طريفة تشير إلى أن الحب الإلهي يسمو على الحب الدنيوي. وسلمان هو ابن شاه يون (أيونيا) وقد ولد من غير أم (وهذا شيء أصعب بكثير من التوالد العذري) وقد تولت تربية الأمير الجميلة أبسال التي افتتنت به حين بلغ الرابعة عشرة من العمر، وقد غزت قلبه وأسرته بما اصطنعت من أسباب التجميل والتطرية:

"أحاطت سواد عينيها بسواد الإثمد

حتى تحوله إلى ليل وهو في وضح النهار،

وزينت وزججت الحواجب فوقهما.

لتصيبه إذا ضل هناك، وشعرها الذي يتضوع منه المسك

صففته في لفائف أفعوانية كثيرة

كمن فيها "الإغراء" فوق خدها

الذي أضاءت ورده بندى قرمزي

ووضعت هناك حبة دقيقة من المسك

لتوقع في الشرك طائر هذا القلب الحبيب