وهو تاج الأمير وريث العرش بلا منازع، ويستسلم الأمير دون عناء لهذه المغريات، ولبعض الوقت ينعم الاثنان - الولد والسيدة في حب مشبوب. فيؤنب الملك هذا الشاب على مثل هذا العبث، ويأمره أن ينجو بنفسه إلى الحرب والحكم. ولكن سلمان بدلاً من ذلك يهرب مع أبسال على ظهر جمل، "وكأنهما لوزتان حلوتان في قشرة واحدة"، حتى إذا وصلا إلى البحر صنعا قارباً وسارا به "شهراً" وأتيا إلى جزيرة مكسوة بالخضرة، مليئة بالأزهار العطرة والطيور المغردة، والثمار والفاكهة التي تتساقط تحت قدميها بكثرة. ولكن في جنة عدن هذه يتحرك ضمير الأمير فيؤنبه، ويفكر في مهام الملك التي أغفلها، ويحث الأمير محبوبته أبسال على العودة معه إلى يون، ويحاول أن يدرب نفسه على الاضطلاع بأعباء الملك، ولكنه موزع بين الواجب والجمال، إلى حد أنه كاد آخر الأمر أن يجن، وانضم إلى أبسال في محاولة للانتحار، فبنيا محرقة، وقفزا إليها، وبد كل منهما في يد الآخر، وأنت النيران على أبسال، ولكن سلمان يخرج سالماً ولم يحترق. والآن وقد تطهرت نفسه، فإنه يرث العرش ويشرفه. وكل هذا مجاز يفسره جامي بأن الملك هو الله، وسلمان هو النفس البشرية، وأبسال هي نشوة الشهوة، والجزيرة السعيدة هي جنة الشيطان التي تضل فيها النفس عن مصيرها الإلهي، أما المحرقة فهي نار تجربة الحياة، التي تتلاشى فيها الرغبات الشهوانية، أما العرش الذي ترقى إليه النفس المطهرة فهو عرش الله. ومن العسير أن نعتقد أن شاعراً أن يصدر مفاتن